الثورة – جهاد اصطيف:
شهدت المدينة الصناعية في الشيخ نجار بحلب إقبالاً غير مسبوق على الاكتتاب في المقاسم الصناعية، في خطوة وصفت بأنها انطلاقة حقيقية للقطاع الصناعي، وتعكس إرادة حقيقية للنهوض بالاقتصاد بعد سنوات طويلة من التحديات.
وتفيد المعلومات إلى أن عملية الاكتتاب جرت بإشراف مباشرمن الإدارة ووفق آليات دقيقة تضمن الشفافية وتكافؤ الفرص للمستثمرين، وأن الإقبال الكبير فاق التوقعات، ما يدل على ثقة الصناعيين بعودة البيئة الاستثمارية الآمنة والجاذبة.
وتشجيعاً من وزارة الاقتصاد والصناعة للمستثمرين والصناعيين، قررت مديرية المدن الصناعية اعتبارسعرالمترالمربع الواحد المحدد 35 دولاراً أميركياً هو سعر التقسيط لخمس سنوات، وفي حال التسديد نقداً يخصم 5 بالمئة من قيمة المقسم، وفي حال عرض المقسم للمزاد يكون الدفع تقسيطاً على مدى 5 سنوات وليس نقداً، على أن يطرح بعد المرحلة الأولى الحالية المنتهية يوم 17 الجاري، مساحة إضافية للاكتتاب في المرحلة الثانية وتقدر بنحو 2 مليون مترمربع وتوفر قرابة 1000 مقسم جديد بمختلف الصناعات والمساحات.
من جانبه، أوضح بشارفتال رئيس النافذة الواحدة في المدينة، أن عملية الاكتتاب لا تزال مستمرة، والتسهيلات المقدّمة شملت تبسيط الإجراءات، وتقديم استشارات فنية وهندسية للمكتتبين، إضافة إلى خدمات البنية التحتية المؤهلة، لاستقطاب المستثمرين من داخل سوريا وخارجها، من الدول العربية والأجنبية.
ورأى عدد من الصناعيين أن سعرالمترالمحدد بـ 35 دولاراً يعد محفزاً ومناسباً، في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، مطالبين بالحفاظ عليه دون تعديل، نظراً للإقبال الشديد على الاكتتاب دعما للقطاع الصناعي المحلي، عصب التنمية في أي دولة.
الصناعي مصطفى سعيد، أحد المكتتبين، قال: إن عودة النشاط الصناعي بحدّ ذاتها رسالة للعالم، إننا ماضون في إعادة البناء، ولن نتوقف عن العمل مهما كانت الصعوبات، وتمثل التسهيلات والإجراءات الحالية بيئة خصبة لكلّ من يرغب في الاستثمار الحقيقي.
ووصف الاكتتاب بنقطة تحول استراتيجية لمدينة لطالما كانت القلب النابض للصناعة، وأن إعادة دوران عجلة الإنتاج الصناعي سيكون له أثرمباشرعلى توفير فرص العمل، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
ويؤمل من هذه الخطوة أن تشكل بداية عهد جديد للصناعة الوطنية، على أن تستتبع بخطط دعم وتوسيع متواصلة، تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات العالمية واحتياجات السوق المحلي، في سبيل تمكين حلب من استعادة موقعها كقاطرة للنمو الاقتصادي.