الثورة أون لاين – أيمن الحرفي:
سؤال يتبادر إلى ذهن الأهل و هم يراقبون طفلهم، هل طفلي موهوب وما يلبث أن يتحول هذا السؤال إلى أمنية وإلى طموح من الأب والأم.
ويتساءلون من هو الطفل الموهوب، ما هي صفاته، هل يمكن أن نخلق أو نعزز هذه الصفة أو الميزة في أطفالنا؟؟
الأطفال الموهوبون هم أولئك الذين يتم تحديدهم والتعرف إليهم من قبل أشخاص مهنيين ومؤهلين ولديهم قدرات عالية ولهم أداء عالٍ ولهذا فهم بحاجة إلى برامج تربوية مختلفة لتحقيق مساهماتهم لأنفسهم وللمجتمع.
يعرف ( رينزولي) الطفل الموهوب بأنه “ذلك الفرد الذي يظهر قدرات عقلية عالية على الإبداع وقدرة في الالتزام للقيام بأداء المهام المطلوبة منه ببراعة”، وهناك من يقول إن الموهوب هو ذلك الطفل الذي يظهر أداء مرموقاً بصفة مستمرة في المجالات المختلفة.
باختصار هم الأفراد أصحاب الأداء العالي وبدرجة ملحوظة وبصفة دائمة في المجالات المختلفة كالموسيقا أو الفنون أو الرياضة..الخ وتتمحور الموهبة في ثلاث مفاهيم أساسية، أولها التفوق و القدرة المعرفية وثانيها الابتكار والإنتاج وثالثها المواهب والإبداع في مجالات خاصة.
و لقد وضع علماء النفس عشر صفات للطفل الموهوب – سترد هنا لاحقاً -إذا وجدها الوالدان في ولدهما عليهما الحفاظ على هذه الموهبة وتنميتها. ولو طرحنا سؤالاً عن صفات الابن لدى عائلة أو عدة عائلات لجاءت الإجابات بصيغة التفضيل والمبالغة فطفلهما حتماً هو أذكى وأنشط وأسرع الأطفال و هم على حق فهذا طفلهم ولا يمكن أن يكون إلا أفضلهم، أما علماء النفس فلهم رأي آخر فهم يقولون إن تقويم ملكات الطفل وكيفية أدائه وما إذا كان يتمتع بخاصية تجعله متفوقاً هي طريقة أخرى من طرق الحكم على المواهب و تقييمها و هي طريقة غير دقيقة تماماً.. ذلك أن بعض الأطفال يكونون غير ميالين إلى كشف مواهبهم بل يحتفظون بها لأنفسهم، كما أن هناك أطفالاً لا تتاح لهم الفرصة لإبداء مواهب كان يكون الطفل فقيراً محروماً من كثير من الميزات و هناك أمر آخر يقف عائقاً في توصيف الموهبة وهي أن هذه الصفة لا تطلق من حيث الأداء المدرسي كان يوصف أحدهم بالعبقرية الأديبة أو الرياضية أو نحوهما ما يجعل مهمة إدراك المواهب سهلة أن معظم المواضيع الدراسية والطرق التعليمية تنظر بعين العطف والإعجاب إلى هذه الملكات و المواهب التي لا تظهر العوز إلى كثير من السبل والوسائل لإظهار هذه المواهب، كما أن إحراز الطفل علامات ممتازة على سلم معامل الذكاء لا يمكن فيه إبراز موهبته، لأن تقدير الذكاء لا يعدو كونه إعلاناً و توضيحاً لا أكثر والدليل أن الكثير لا يحصلون على علامات في سلم الذكاء و لكنهم عباقرة في الرسم أو الموسيقا… و المفاجأة تصعقنا عندما نعود إلى تاريخ عباقرة العالم في الموهبة في دنيا الطب أو الرسم أو الموسيقا أو العلوم الفيزيائية فتجدهم مقصرين في صفوفهم المدرسية ومنهم من طرد من المدرسة ومنهم من فشل دراسياً و لكن بعد ذلك صار العالم يتحدث عن مواهبهم الفذة و إسهامهم الرائع في الفنون أو العلوم.. و التاريخ أيضاً يخبرنا أن أشخاصاً نشؤوا في ظروف معيشية صعبة ولكنهم كبروا و صاروا كتاباً أو موسيقين أو رسامين عرفهم العالم أجمع.
يؤكد البروفيسور مايكل هاو من انكلترا أن الدعم الأسروي للطفل منذ سن مبكرة يؤيده جهد يدوم عشرة آلاف ساعة من العمل يفرزان موهوباً واحداً. و يعطي العلماء قواعد لمساعدة الأهل على تنمية واكتشاف مواهب طفلهم وتتمثل في تغذية موهبة التميز لاستغلال موهبته ليكون قادراً على التوصل لاكتشافات مدهشة كل يوم و علينا تشجيع الطفل فهو المفتاح لفتح أبواب ونوافذ الموهبة للطفل مع ممارسة التجارب و الألعاب كالمكعبات المصورة أو مكعبات البناء أو حل الأحاجي و المسائل الرياضية و الحساب الذهني فهذه الأشياء تقوي و توسع مداركه الخاصة ومهاراته الحسية. وختاماً نقول إن العلامات الدالة على المواهب تتلخص في حب الاستطلاع و المعرفة والميل إلى متابعة موضوع محدد و معين وله خيال خصب في التصورات اللغوية والفنية مع تكيف وانخراط وانجذاب إلى تلك النواحي، و يتمتع بسرعة بديهة وقدرة على حل المشاكل و دقة ملاحظة الأمور ويملك ذاكرة وروح المرح والمرونة.