قصة هلال عون:
تأخَّر في نومه على غير العادة، وعندما استيقظ أدرك أنه نام لمدة ساعتين إضافيتين..!
توجَّس الرجلُ العجوزُ مِن ذلك وأيقن أن أمراً ما قد حصل، إذ ليس من عادة الديك المزركش ألاّ يصيحَ مع الفجر ويوقظه!
توجَّه نحو “القن” فوجد بابَه مفتوحاً!.
نظر إلى داخله فلم يرَ الدجاجتين ولا الديكَ!
نظر خلف “القنِّ”، فإذ الدجاجتان جالستان هناك، والحزنُ بادٍ عليهما!!
سألهما متوجِّساً: الديك.. أين هو؟!
بكت الدجاجةُ البيضاء، فبكت الحمراء..
فَهِمَ العجوزُ أن مصيبةً وقعتْ.
قال بصوت مخنوقٍ: حدِّثاني، كيف تمكّن الثعلب اللعينُ من الدخول إلى “القن”.. ولماذا أخذه وترككما؟!
قالت الدجاجة البيضاء بلهجة فيها شيءٌ من التشفِّي: لم يأتِ الثعلبُ، وأكملتْ الحمراء: ولم يأخذ الديكَ، قفز العجوز طرباً: ماذا.. لم يأتِ الثعلبُ؟!
نعم، نعم، أعلم أنني رجلٌ ذكيٌّ، أعرف كيف أمنع حدوث المصائب، ثم استدرك قائلاً: ولكنْ، الديك أين هو.. ولماذا لم يصِحْ مع الفجر كالعادة؟!
نظرتْ كل من الدجاجتين إلى العجوز نظرةَ لومٍ وعتبٍ وشفقةٍ، وقالتا له في صوت واحد: أنت السبب فيما حدث.
العجوز: وما الذي حدث أيتها اللعينتان؟!، قالت الدجاجة البيضاء: لقد كنتَ تدلِّلُه كثيراً !!، وقالت الحمراء: نعم هذا صحيح.. كنت دائماً تطعمه أفضل الطعام.
أمّا نحن.. فما زاد عنه فهو لنا، ورغم ذلك، فنحن لا نفعل ما فعله الديك.
الرجل العجوز، يتمتم: لا تفعلان ما فعله الديك؟!وما الذي فعله؟!
الدجاجة البيضاء: لقد مرت، عند منتصف الليل دجاجة غريبة، لا ندري من أين هي، وعندما رآها خرج إليها، ووقفا معاً، وتحدثا لدقيقتين، ثم غادرا بسرعة، لا ندري إلى أين.
الدجاجة الحمراء: نعم، وقبل أن يغادر قال: أخبرا العجوز أن الثعلب أتى وأكلني، فأنا لن أعود إليه ثانية، ولا أريده أن يبحث عني.