مشروع شامل لتأهيل مساكن هنانو.. تركيا تدخل على خط إعادة إعمار حلب

الثورة – عبد الغني العريان:

عقد رئيس مجلس مدينة حلب محمد علي العزيز، ومعاون محافظ حلب محمود الشحادي، اجتماعاً موسعاً مع فريق إعادة الإعمار التركي في ولاية غازي عنتاب، ناقشوا خلاله مشروعاً متكاملاً لإعادة تأهيل منطقة مساكن هنانو، إحدى أكثر المناطق تضرراً في المدينة.

وجاء الاجتماع ضمن سلسلة لقاءات مستمرة بين الطرفين، شهد عرضاً مفصلاً من وزارة البيئة التركية، تضمن خطة شاملة تهدف إلى إعادة الحياة إلى هذه المنطقة السكنية التي عانت طويلاً من آثار الحرب.. ووفقاً لما تم تقديمه، يشمل المشروع التركي تأهيل البنية التحتية بشكل كامل، إلى جانب إنشاء وحدات سكنية حديثة مخصصة لسكان المنطقة الأصليين، الذين شُرّد كثير منهم بفعل الدمار الكبير الذي لحق بمنازلهم.

كما يتضمن المشروع تقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم، من خلال توفير الكوادر الهندسية والمعدات المتخصصة، بما يضمن تنفيذ الأعمال وفق المعايير المطلوبة وفي الإطار الزمني المحدد.

ويُعد هذا التعاون امتداداً لجهود تركية سابقة في دعم عمليات إعادة الإعمار في الشمال السوري، خاصة في المناطق المتضررة الواقعة ضمن نطاق التنسيق مع الحكومة المحلية في حلب.

وتركّز الخطة على إعادة تأهيل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى ترميم الشوارع الداخلية وتحسين الخدمات العامة في مساكن هنانو، وتهدف إلى إرساء بنية خدمية جديدة تساهم في عودة الحياة إلى طبيعتها، وتوفّر ظروفاً معيشية مستقرة للأهالي الذين ينتظرون منذ سنوات فرصة العودة إلى منازلهم.

معاون محافظ حلب محمود الشحادي، اعتبر أن المشروع يمثل خطوة مهمة في طريق إعادة إعمار المناطق المتضررة، مشيراً إلى أن الدعم التركي يأتي في توقيت حساس، مع بدء مؤسسات الدولة المحلية العمل على خطط إنعاش البنية الخدمية في المدينة.

وأضاف: إن مساكن هنانو تحتاج إلى تدخل عاجل بسبب حجم الدمار الذي لحق بها، وعدم قدرة كثير من سكانها على العودة دون بنية تحتية مؤهلة.

من جانبه، أكد رئيس مجلس مدينة حلب محمد علي العزيز، أن الشراكة مع الجانب التركي تُعد بمثابة دفعة قوية لملف إعادة الإعمار، موضحاً أن المشروع ليس فقط عمراني، بل يتعداه ليشمل الجوانب الاجتماعية والخدمية التي يحتاجها السكان بشدة.

وأشار إلى أهمية هذا النوع من التعاون في نقل الخبرات وتسهيل الإنجاز، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة.

وعكس الاجتماع حرص الطرفين على تجاوز العقبات الإدارية والفنية، حيث جرى الاتفاق على ضرورة تفعيل التنسيق الميداني وتكثيف الجهود لبدء التنفيذ خلال الفترة القادمة، على أن يُستكمل لاحقاً بإدراج مناطق إضافية ضمن خطة الإعمار.. وقد طرح الفريق التركي عدداً من المقترحات التقنية التي تهدف إلى تسريع العمل، مع الالتزام بتوفير الاحتياجات اللوجستية من جانبهم.

وتُعد منطقة مساكن هنانو واحدة من أكبر الضواحي السكنية في مدينة حلب، وقد تحولت خلال سنوات إلى منطقة شبه خالية من السكان بعد أن تضررت معظم بناها التحتية وتعرضت أبنيتها لأضرار جسيمة.. ويأمل كثير من الأهالي أن يساهم المشروع المرتقب في طي صفحة النزوح والمعاناة، وفتح الباب أمام عودة تدريجية إلى حياتهم السابقة.

ويأتي المشروع في وقت تتجه فيه الأنظار إلى الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لإعادة تأهيل المدن السورية المنكوبة، ولاسيما في حلب، التي شكّلت مسرحاً رئيسياً للصراع خلال السنوات الماضية.

ويعكس التعاون السوري التركي في هذا السياق رغبة مشتركة في تجاوز آثار الحرب وإعادة إعمار ما دمره النزاع، ضمن رؤية تنموية شاملة تبدأ من إعادة البناء ولا تنتهي عند تحسين الخدمات.

ومع ارتفاع سقف التطلعات الشعبية، يبدو أن مشروع إعادة تأهيل مساكن هنانو قد يمثل اختباراً حقيقياً لإرادة التنفيذ والتعاون المشترك، وسط ترقب واسع من السكان الذين ينتظرون تحوّل الوعود إلى واقع ملموس يعيد إليهم الاستقرار الذي فقدوه.

آخر الأخبار
مشروع رقمي متكامل للأمن والمراقبة في حسياء الصناعية نساء طرطوس يبدعن في المشاريع الصغيرة لمساندة أسرهن محافظ حلب: تعزيز حضور المرأة في ميادين العمل المجتمعي والوطني التحدي النهائي للمسابقة البرمجية ينطلق في جامعتي اللاذقية وطرطوس تمكين طلاب الدراسات من أدوات البحث العلمي وربطه بالواقع الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز ترحب بدخول قوى الأمن والجيش إلى السويداء خريطة تنفيذ محدودة ومصير غامض لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة.. "الدفاع" تعلن وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء تأكيد على الشراكة واستمرار التعاون.. اختتام أعمال اللجنة الأردنية - السورية المشتركة في عمّان تربية القنيطرة تنجز تصحيح 6 مواد بشهادة التعليم الأساسي برنامج تدريبي للّقاح الوطني الموسّع في القنيطرة حشرة بسيلا.. آفة خطيرة تضر بحمضيات طرطوس تعزيزاً للشراكات التعليمية.. "التربية" تبحث التعاون مع شبكة الآغا خان انطلاق فعاليات المدرسة الصيفية الدولية للذكاء الصنعي الطبي افتتاح أعمال اللجنة الوزارية الأردنية - السورية المشتركة في عمّان يُحقّق فرصَ عمل وجدوى اقتصادية.. تدوير أنقاض الأبنية المُدمَّرة يخفف كلفة البناء عندما تحدث جولات المسؤول فرقاً.. جولة للوزيرة تغلق مركز الكسوة لتأهيل المتسولين للمخالفات   الهاتف الأرضي في ريف دمشق.. بين فوضى الأسلاك وصمت المسؤولين من دمار الحرب إلى أمل الإعمار.. الزبداني.. سياحة على أنقاض الحرب " العرايس" في حلب بلا إنترنت.. كابلات مسروقة ومؤسسات غائبة.. من يتحمّل المسؤولية؟