عندما تحدث جولات المسؤول فرقاً.. جولة للوزيرة تغلق مركز الكسوة لتأهيل المتسولين للمخالفات  

الثورة – مريم إبراهيم:
على إثر جولة ميدانية مفاجئة لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات إلى مركز الكسوة لتأهيل وتشغيل المتسولين بريف دمشق، جاء قرار إغلاق المركز، إذ إن أوضاع النزلاء المتردية، والمخالفات داخله، وافتقاده القدرة على تقديم أبسط الخدمات والاحتياجات للنزلاء، ومنهم كبار السن وغيرهم من حالات مرضية ومهمشة تفتقد جميع أنواع الرعاية والاهتمام، مما دعا لنقل الحالات المرضية فيه إلى جهات مختصة، تمهيداً لإعادة تأهيله.

الخبر المتداول

 

الخبر الذي أصبح حديثاً متداولاً، يثير تساؤلات كثيرة ومواضيع مجتمعية هامة، تحتاج لإعادة نظر وتفعيل العمل من قبل الجهات والمديريات المسؤولة، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بظواهر مجتمعية خطيرة زادت من تفاقمها سنوات الحرب وما عكسته من آثار سلبية، وتهجير ودمار ومن مآس وأوجاع في نفوس مختلف شرائح المجتمع السوري.
فمعاهد الخدمة الاجتماعية التي تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، تبدو موجودة بالاسم فقط، في الوقت الذي من المفروض فيه أن تسجل أفضل واقع وجدوى لجميع أنواع الخدمة المجتمعية وللشرائح المستحقة، وما أكثر هذه الشرائح في الظروف الراهنة والأوضاع المعيشية الصعبة التي تفرض واقعاً مؤلماً للكثيرين، ومعاناة يومية صعبة ونداءات استغاثة موجعة، وحتى مع زيادة أعداد المعاهد الخدمية، لم تكن جدوى الخدمة حاضرة أو ملحوظة، والحديث في هذا الأمر يأخذ أبعاداً وتشعبات كثيرة للغاية، مع حساسية ودقة وخبرة في كيفية الطرح والمعالجة وإيجاد الحلول لمشاكل بدأت صغيرة وازدادت انتشاراً وتشعباً لتفرض وجودها كظواهر مجتمعية مزمنة من دون إجراءات فاعلة لمعالجتها، أو الحد منها، لما تحدثه من آثار سلبية على المجتمع.

ظواهر

فمن ظاهرة التسول إلى التشرد، وإلى عمالة الأطفال وجرائم الأحداث وقصص الفتيات الجانحات، وذوي الإعاقة باختلاف مسمياتها وتصنيفاتها، ورعاية الأيتام وملف أبناء المعتقلين والمفقودين ذلك كله جعل الحديث عنه أمراً بالغ الأهمية، نظراً لواقع يفرض ضرورة المعالجة ووضع هذه المواضيع في أولويات خطط العمل والإصلاح.

مجبرون لا مخيرين

نزلاء معاهد الرعاية الاجتماعية من مختلف الشرائح العمرية لم تكن المعاهد وجهتهم وإرادتهم أو هدفهم، بل وجدوا أنفسهم فيها مجبرين لا مخيرين، وتحت ألقاب ومسميات عدة لم يختاروها، بل لأسباب وظروف ما دفعتهم لارتكاب أفعال كانت سبباً ليكونوا نزلاء فيها، ومنهم أطفال حرموا الطفولة والحياة الأسرية والمجتمعية السليمة التي من المفروض وهم في هذه الأعمار أن يكونوا متنعمين بها، كما بقية الأقران الآخرين الذين لم يعيشوا تلك الظروف والأسباب فكان التسول والعمل وغيره واقعهم، ومصيرهم نزلاء معهد مجتمعي.

 

ليس الوحيد

إن مركز الكسوة لتشغيل وتأهيل المتسولين، والذي أحدث مفاجئة كبيرة للسيدة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، لسوء خدماته وعدم احترام نزلائه، وافتقاده للكوادر العاملة المختصة، وسوء التعامل الإنساني مع شريحة يجب أن تقدم لها الخدمة التي تليق بها وتحفظ كرامتها، ويبدو أن المركز ليس الوحيد الذي يحتاج لإعادة تأهيل، فلاشك أن هناك الكثير من المراكز ومعاهد أخرى تحتاج لزيارات وجولات مفاجئة منها معاهد إصلاح الأحداث الجانحين ومعاهد التربية للفتيات الجانحات، فيها أعداد ليست بقليلة وازدادت مع ظروف الحرب، ومن أعمار مختلفة يعيشون يومياتهم وبنظرة مجتمعية دونية لكثيرين لم يأخذوا بالأسباب والدوافع التي جعلت هؤلاء الأحداث تحت مسمى جانحين وجانحات نتيجة أعمال يعاقب عليها القانون والمجتمع.

تأهيل وإصلاح

الباحثة الاجتماعية أسمهان حسين تبين لصحيفة الثورة أهمية معاهد الخدمة المجتمعية التي يجب أن تقوم بأدوارها الفاعلة في خدمة أفراد المجتمع المستحقين لهذه الخدمة، والعمل على إصلاحهم، والمفروض أن يتم إيلاء هذه المعاهد كل الاهتمام والرعاية، وضروري أن توجه خطط عمل مدروسة من قبل اختصاصيين وخبراء وجهات معنية.
وتركز هذه الخطط على تقديم أفضل الخدمات والرعاية المجتمعية والطبية والنفسية، مع ضرورة اعتماد خطط تدريب لهؤلاء النزلاء وتأهيلهم على مهن متعددة، ولاسيما الأطفال والشباب منهم تساعدهم على متابعة حياتهم حين خروجهم من معاهدهم سواء ذكوراً كانوا أم إناثاً، وذلك عبر دورات تدريب مختلفة من محو أمية وحلاقة وخياطة وتعليم مهني وغيرها من مجالات التأهيل والتمكين.
وتوضح حسين أن ظاهرة التسول باتت منتشرة في كل الأحياء والمحافظات، ومهم أن تشكل لجان مختصة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لمتابعة ملف التسول والذي يحدث الكثير من الآثار السلبية لدرجة كبيرة، إذ بتنا نرى أطفالاً يهجرون مدارسهم ويلجؤون للتسول، منهم من هم بحاجة، ومنهم ليس بحاجة ماسة للتسول، بل بات يقوم بذلك من باب ما يحققه من كسب مادي يومي، حتى على حساب تعليمه، في ظل غياب واضح لدور الأسرة والمجتمع وانعدام الرقابة اللازمة على الأطفال في سن حرجة من العمر، ومهم أيضاً إحداث لجان رصد ومتابعة يومية لرصد مختلف الظواهر السلبية يومياً في مختلف الشوارع والأحياء، مع العمل لاتباع أسس التوجيه والإصلاح السليمة للمتسولين الذين هم بحاجة التسول، ودراسة الحالات وتوجيه كل حالة إلى دور الرعاية الاجتماعية المختصة للاستفادة من خدماتها.

قول وعمل

ولأن هدف المعاهد الاجتماعية إصلاح من وجدوا أنفسهم داخل أسوارها، لسبب أو لآخر، من الضروري جداً أن تولى كثيرا من الاهتمام والمتابعة وتفعيل أدوارها المهمة، وأن تؤكد أنها اسم على مسمى قولاً وعملاً، فالشريحة المجتمعية الموجودة فيها هي في أغلب الحالات، طاقات مهدورة في ظروف وأمكنة غير مناسبة، وفي حال إصلاحها وتأهيلها بالشكل المناسب نفسياً ومهنياً واجتماعياً ستكون فاعلة في المجتمع كما بقية الأفراد الآخرين.
بالعموم، وكما يؤكد الكثيرون نحن بأمس الحاجة للكم الكبير من الجولات الميدانية والمفاجئة لكثير من مواقع العمل والمديريات والمعاهد ومن المهم أن تكون هذه الجولات ليست لمجرد تسجيل الحضور للمسؤول، بل الأهم تسجيل الحضور الفاعل الذي يحدث فرقاً في عملية الإصلاح وتحسين تقديم الخدمات بأفضل صورها لمجتمع ذاق الكثير من الحرمان والألم، ولاشك هو بأمس الحاجة للعيش باحترام وإنسانية وكرامة.

آخر الأخبار
قطر: الاعتداءات الإسرائيلية على السويداء تهديد خطير لأمن المنطقة شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين يوسف جربوع: نحن مع دولتنا ولا نقبل أي توجه للخارج السعودية تدين استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية "الداخلية": الحكومة تنسق مع وجهاء وأعيان السويداء لفرض الأمن والاستقرار بشكل دائم "صحة درعا" توجه نداء لدعم المستشفيات بالمستلزمات الإسعافية  "الاتصالات والنقل".. تعزيز التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية  سوريا: الاعتداءات الإسرائيلية تصعيد خطير وخرق فاضح لمبادئ القانون الدولي   رئاسة الجمهورية: ضرورة التزام كافة الجهات العامة والخاصة بمنع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك  "يداً بيد".. ثلاث سيارات إسعاف بالخدمة بريف حمص واقع مياه الشرب بحمص في اجتماع مجلس المحافظة مشروع رقمي متكامل للأمن والمراقبة في حسياء الصناعية نساء طرطوس يبدعن في المشاريع الصغيرة لمساندة أسرهن محافظ حلب: تعزيز حضور المرأة في ميادين العمل المجتمعي والوطني التحدي النهائي للمسابقة البرمجية ينطلق في جامعتي اللاذقية وطرطوس تمكين طلاب الدراسات من أدوات البحث العلمي وربطه بالواقع الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز ترحب بدخول قوى الأمن والجيش إلى السويداء خريطة تنفيذ محدودة ومصير غامض لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة.. "الدفاع" تعلن وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء تأكيد على الشراكة واستمرار التعاون.. اختتام أعمال اللجنة الأردنية - السورية المشتركة في عمّان تربية القنيطرة تنجز تصحيح 6 مواد بشهادة التعليم الأساسي