الثورة اون لاين – نهى علي:
صنّف أكاديميون وخبراء في التنمية البشرية، القطاع السياحي بأنه يتصدّر القطاعات المرشح لتشغيل العدد الأكبر من طالبي فرص العمل في سورية..
ويعوّل هؤلاء على التسارع اللافت في حالة التعافي التي يشهدها القطاع، الذي يعاود النهوض مجدداً لعد كبوة غير قصيرة فرضتها الظروف الاستثنائية ، إذ يرصدون متوالية الأرقام التي ترشح عن وزارة السياحة بخصوص الاستثمارات الجديدة والتراخيص المكثفة لإطلاق المشروات السياحية وكذلك عمليات الترميم التي تجري، وذلك على خطّي الإطعام والفندقة، وهي أرقام مبشّرة بمعاودة القطاع السياحي لتحقيق مساهمات جيدة في الناتج المحلّي، وكذلك إتاحة أعداد متزايدة من فرص العمل أمام كوادر طالما عانوا من وطأة العطالة التي اعترت القطاع خلال فترة الحرب على البلاد.
و يبدو أن الأمور تسير باتجاه مأسسة التوجهات الجديدة للتشغيل في القطاع السياحي، وملاقاة الفرص المتاحة بعمليات تدريب وتأهيل لإعداد الكوادر وصقل مهاراتهم ليكونوا مؤهلين لتولي المهام الجديدة والفرص الواعدة في القطع، فبعد الاتفاقيات الموقعة مع هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بدأت الجهات المعنية في الوزارة بإطلاق برامج لتنفيذ دورات مهنية بالاختصاصات المتعدّدة من دورات موسمية واعتيادية، تمّ الإعلان عنها وسوف تكون متواصلة.
و تتحدث مصادر الوزارة في تصريحات إعلامية، أن خطط التدريب والتأهيل جاءت بناءً على مسوحات ودراسات على مستوى القطر للوقوف على احتياجات المنشآت السياحية من الكوادر المؤهلة، سواء احتياجات موسمية أو اعتيادية.
وكانت وزارة السياحة قد أطلقت البرنامج العملي التقاني لاختصاصات السياحة والفندقة لإعداد كوادر مؤهلة عملياً وتقنياً لمواكبة التطور الحاصل.
ويتولى البرنامج إعداد الطلبة وتأهيلهم في مجال الحداثة السياحية والفندقية والتسويق السياحي، إضافة لتزويد الدارسين في الكلية التطبيقية بمستوى عال من المعرفة، بما يواكب التقدم العلمي والتقني الحاصل على المستوى الدولي لتكوين شخصية الطالب العلمية والتقنية وتنميتها بالاستفادة من كافة المزايا التي يقدمها التعليم الافتراضي، والمساحة في تدعيم وتقوية التكوين العلمي للطلبة في مجال الإدارة السياحية والفندقية والتسويق السياحي، وبيّن نظام أن من صلب عمل البرنامج التقاني العلمي التشجيع على إجراء الأبحاث النظرية والتطبيقية، بما يساهم في إثراء وتطوير المعرفة في العلوم السياحية، وتقديم الحلول في مجال السياحة الفندقية في سورية، بالإضافة لتحقيق أعلى مستوى من التفاعل بين البرنامج والمجتمع بمؤسساته الاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق ربط الجامعة بالمجتمع، ويتم تنظيم وعقد الندوات العلمية والمؤتمرات وورش العمل التي من شأنها المساهمة في إثراء الموضوعات، والمشاكل السياحية والفندقية المعاصرة، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
و البرنامج التفاعلي الذي يتم من خلال الكلية التطبيقية في الوزارة، هو ثمرة تعاون بين الجامعة الافتراضية ووزارة السياحة كنموذج للتعليم المتمازج.
أيضاً في الاتجاه ذاته تعمل وزارة السياحة على تطوير المناهج التعليمية السياحية والفندقية، بالتنسيق مع وزارة التربية لبعض المواد الأساسية، واتحاد غرف السياحة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتطوير المناهج.
كل ذلك في إطار خطة الوزارة 2019 – 2030 الهادفة لتطوير التعليم السياحي والفندقي، وتطوير مناهجه الدراسية لرفد سوق العمل بكوادر مؤهلة، وحسب الخطة المتبعة تم طباعة مناهج مستقرة مع إمكانية التطوير بإدخال وسائل التقانة والمعلوماتية والتعليم باستخدام وسائل الاتصال online لمواكبة تطور الصناعة السياحية، ومتطلبات سوق العمل، فقد تم تحديث التجهيزات في المدارس والمعاهد الفندقية من شاشات ووسائل إيضاح مطابخ حديثة وإمدادها بالكوادر الخبيرة، إضافة للمناهج الدراسية الجديدة.
يذكر أن مساهمة الوزارة في الناتج المحلي الإجمالي، وصلت في آخر إحصائية قبل الحرب على سورية إلى 14 % ، وهي نسبة جيدة من وجهة نظر أخصائيي التنمية وخبراء الاقتصاد.
واليوم تسير نشاطات وزارة السياحة و إنجازاتها، في اتجاهات متعددة وبشكل متكامل ومتناغم، وتظهر النتائج جليّة على الأرض وبشكل يفوق التوقعات السابقة لجهة الوقت اللازم لاستدراك ما لحق بالقطاع من أضرار.