الثورة أون لاين – لميس عودة:
لم تزل أزمة المهاجرين على الحدود البيلاروسية البولندية تلقي بظلالها على المشهد الدولي، فما بين تعتيم أوروبي متعمد على الحقائق ومحاولة التهرب من الأسباب الجلية التي تقف وراء الأزمة، وبين ما يتم تعويمه من أخبار عارية عن الصحة، وتعويمه على سطح المشهد الإعلامي من دول أوروبية ضالعة ومنغمسة في تأزيم الأوضاع، وما آلت إليه الأمور نتيجة تفاقم الأزمة وزيادة حدتها، يؤكد أن من افتعل الأزمة وسعى لتأخذ أسوأ سيناريوهاتها يريد الاصطياد في عكر الأوضاع لتحقيق مآرب سياسية وعسكرية ضد روسيا وبيلاروس، وهذا كله يندرج بإطار الهجمات الشرسة المعلنة والخفية التي تدار بأزرار أميركية وغربية ضد روسيا.
موسكو وضعت النقاط على الحروف وأشارت على لسان الناطقة باسم وزيرة خارجيتها ماريا زاخاروفا أن الحروب العدوانية التي شنها الغرب الاستعماري على دول سيادية في منطقتنا كالعراق وليبيا، ودعم التنظيمات الإرهابية في سورية، هي السبب الأبرز لتدفق المهاجرين، الأمر الذي دفع الغرب الاستعماري الذي يستثمر في تبعات الفوضى الإرهابية ليوجه اتهامه الباطل لروسيا بعد التصريحات الروسية التي أماطت اللثام عن الحقائق التي تجهد الدول الغارقة في دعم الإرهاب لإخفائها عن الرأي العام العالمي.
وفيما يتعلق بمينسك أكدت موسكو أن السلطات البيلاروسية منذ أشهر وهي تحذر من كارثة إنسانية في ما يخص تدفق المهاجرين من دون أن تلقى ردوداً أو صدى أو تجاوباً أوروبياً لتحذيراتها، لافتة إلى أن مينسك لم تدخر جهداً لمساعدة المهاجرين وتقديم كل العون لهم، لافتة إلى أن السلطات في مينسك وعلى مدار ستة أشهر دعت المجتمع الدولي إلى بدء اتصالات بهدف منع تطور الأحداث وفقا للسيناريو السيئ، وأعربت على الدوام عن استعدادها لتقاسم معلومات، وتنتظر ردوداً من الشركاء الغربيين على مقترحها، لكن هؤلاء تجاهلوها بل ورفضوا الدخول في أي اتصال معها من عدمه.
ونوهت زاخاروفا بأن هذا أكبر دليل على الطرف الذي لا يريد إيجاد مخارج للأزمة ومن يعرقل التوصل لحلول عبر وضع عصي التعطيل في عجلة التشاور المجدي والبحث عن حلول فعلية مجدية والغاية تكشفت عبر ما يتم بثه من أكاذيب إعلامية لتحميل مينسك مسؤولية تردي الأوضاع والغمز من قناة اتهام موسكو باتهامات باطلة.
نشر الإشاعات وبث معلومات مضللة هو سلاح تضليل إعلامي يحترف الغرب الاستعماري استخدامه للمواربة والتعمية لتزييف الحقائق، وفي هذا الصدد أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن ما يحدث على حدود بيلاروس هو مثال لحرب إعلامية، لأنه لا يتم نشر إحصاءات تدفقات الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي بشكل علني وكامل مؤكدة في منتدى الخبرة الإعلامية الروسي البيلاروسي أن ما نراه الآن على الحدود البولندية البيلاروسية، هو نموذج ومثال توضيحي للحرب الإعلامية.
أزمة المهاجرين التي تتفاقم حالياً فيما الغرب يتلطى خلف سواتر قش الخداع ويحاول الاستثمار في تداعياتها وتبعاتها كما كل الحروب العدوانية التي شنها بلا وجه حق على دول منطقتنا، تفضح بلا لبس المغزى الغربي من وراء افتعالها، ومن وراء تعويم الافتراءات، وكيف أن هذا الغرب يتاجر بعذابات وحقوق الإنسان وأن الحقوق الإنسانية التي يتبجح بها ما هي إلا مطية لجني أرباح وتحقيق مكتسبات