الملحق الثقافي:
ينجح كريستوفر نوريس بتحرير خطابه من التراكيب والمصطلحات الأسلوبية المجنّحة التي باتت تميز نظريات ما بعد الحداثة بشتى أشكالها وتفرعاتها. هذا لا ينفي بالطبع أن يجد القارئ نفسه مرمياً في غياهب مفاهيم فلسفية معقدة نسبياً لا تُفهم خارج سياقها المعرفي المحدّد، وتحتاج إلى شيء من الاطلاع المسبق على تاريخ الفلسفة الغربية، منذ كانط وحتّى يومنا هذا، رغم الجهد الخارق الذي بذله المؤلف في محاولة تبسيط النقاش، والاستعانة بالأمثلة الكثيرة لشرح أفكاره ورؤاه ومفاهيمه. هذه الصعوبة لم تحجب بالتأكيد المتعة الفائقة التي ينطوي عليها أسلوب الكاتب الذي يجمع بين رصانة السبر الفلسفي وسلاسة التوصيف البلاغي عبر قراءته المتأنّية لوقائع الأحداث من زاوية النقد الفلسفي المتمرّس، المستند إلى أدقّ التفاصيل والبراهين والحجج، بما له علاقة مباشرة بما جرى ويجري في العالم حتى الآن، صوناً لخطاب الحقيقة، وتنقيته من شوائب الشّطح اللغوي، وشطط البلاغة الباذخة.
صدر الكتاب عن دار التكوين بدمشق.
التاريخ: الثلاثاء30-11-2021
رقم العدد :1074