الثورة – ميساء الجردي:
بهدف عرض ومناقشة أوراق بحثية ومقالات علمية من مساهمات طلاب الدراسات العليا على مستوى الجامعات السورية والمشاركات الدولية، أقامت كلية الاقتصاد بجامعة دمشق اليوم مؤتمرها السنوي الثالث الخاص بطلاب الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) تحت عنوان مساهمات اقتصادية وتنموية والذي تضمن 29 بحثا علميا تنوعت مواضيعها بالمحاور الرئيسية الخمسة المقترحة وذات الصلة بالمرحلة الاقتصادية والاجتماعية الراهنة وهي( المحور الاقتصادي والتنموي، والمحور الإداري، ومحور العلوم المالية والمصرفية، والمحور الاجتماعي والتربوي والمحور البيئي والصحي والمحور الهندسي والتقني.
خلال الافتتاح أكد الدكتور فراس حناوي نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي على أهمية احتضان جامعة دمشق لهذا المؤتمر للمرة الثالثة والذي اصبح تقليداً سنوياً ودليلاً على دور هذه الفعاليات والنشاطات البحثية في تشجيع طلاب الدراسات وتحفيزهم على اجراء البحوث العلمية. لافتا إلى أن رعاية البحث العلمي وتطويره يقع في سلم أولويات جامعة دمشق، التي اتخذت مجموعة من الإجراءات والآليات للوصول إلى هذا الهدف والسعي لتطوير الدراسات العليا واستثمار بحوث الطلاب لتخديم التنمية المستدامة في سورية.
وأوضح حناوي أن الجامعة أكدت على ضرورة التنسيق بين البحوث التي يجريها طلاب الدراسات العليا وبين المؤسسات والوزارات المعنية لاستثمارها بما يتوافق مع حاجات ومتطلبات المجتمع، وخاصة أن هناك إقبالا طلابيا متزايدا على المشاركة في هذا المؤتمر الذي يهدف إلى تشجيع ثقافة البحث العلمي بين طلبة الدراسات العليا وخلق بيئة صديقة للنشر الأكاديمي وتأمين التواصل بين الجامعات الحكومية والخاصة في سورية وتعزيز القدرات البحثية لديهم.
من جانبه أكد الدكتور عمار ناصر آغا عميد كلية الاقتصاد بجامعة دمشق إلى أن الأبحاث المقدمة إلى المؤتمر تعطي رؤية تنموية مستقبلية بما يخدم تطلعاتنا نحو سورية المستقبل وترسم ملامح طريق عصري حضاري على صعيد تطوير البحث العلمي وتهيئة الظروف الموضوعية لربطه بالمجتمع. وأن هذه المشاركة الواسعة للطلاب، دليل على درجة اهتمامهم بالبحث العلمي والرغبة في الارتقاء به في الوقت الذي نحتاجه لتوظيف وتوجيه طاقات وقدرات الباحثين العلمية الشباب إلى المسائل والموضوعات الحيوية والاستراتيجية التي تتناول مختلف الجوانب الحياتية والقطاعات.
ولفت آغا إلى ضرورة أن ينصب اهتمام الباحثين من مختلف الاختصاصات لدراسة المشاكل والظواهر والحالات التي تحتاجها المؤسسات والهيئات والوزارات، بما يعكس مكانة جامعة دمشق لتكون الجسر العلمي والبحثي في إعادة الإعمار.
الاستاذ علي الجاسر مدير العلاقات العامة بشركة زخارف للمؤتمرات أكد على أهمية مشاركتهم ورعايتهم لهذا المؤتمر لما تحمله الأوراق البحثية من دور فعال في إعادة الإعمار ، وايمانا منهم بضرورة تنويع الاقتصاد الوطني والعمل من أجل النهوض بالمستوى المعرفي والعلمي للشركات السورية في سبيل تحقيق الرقي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى وجود كفاءات هائلة لدى شبابنا وإرادة قوية لرفع التحديات المفروضة على سورية والتطورات والتحولات التي يشهدها العالم لاسيما في مجال التكنولوجيا والطاقات المتجددة.
وتحدث الجاسر عن أهداف المؤتمر في عرض ومناقشة أوراق بحثية ومقالات علمية من مساهمات طلاب الدراسات العليا، وعن دور الشركة والشركات المماثلة في دعم العامل البشري الذي يعتبر هو الفاصل الأساسي الذي يحسم التفوق بين الشركات المتنافسة، وخاصة أن جميع الأبحاث المطروحة تشكل ثمرة جهود متواصلة وعمل دؤوب وتعاون مستمر من الباحثين والدارسين. مؤكدا على أن الشركة ستعمل على توزيع هدايا نقدية لكافة الأبحاث آخذين بعين الاعتبار التمييز للمراكز الثلاثة الأولى التي سيتم اختيارها من قبل لجنة التحكيم نظرا لما تقدمه من أفكار ومعلومات لتسريع عجلة الاقتصاد الوطني والتركيز على المرحلة القادمة.
طالب الدكتوراه عبد الكريم سليمان أكد على أهمية تفعيل مشاركات الطلاب في مثل هذه المؤتمرات لمعرفة رؤيتهم في المسار التنموي للاقتصاد السوري في الفترة القادمة، وخاصة أن المؤتمر الحالي يضم أبحاثا متنوعة من مختلف الاختصاصات وفيه أبحاث دولية بعناوين تدعم المحاور المطروحة من قبل لجنة المؤتمر، لافتا إلى شمولية الأوراق البحثية ليس فقط للجانب الاقتصادي، بل تضمنت كل الاختصاصات الموجودة في الجامعات السورية فكان هناك أبحاث من الهندسة ومن الزراعة ومن الكليات الطبية وغيرها، وهذا عزز المشاركة لدى الطلاب ويعزز المخرجات البحثية الناتجة عن المؤتمر في محاوره المختلفة التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
الدكتور سنان عابد ممثل طلاب الدراسات العليا في كلية الاقتصاد أكد أن المؤتمر الحالي استمرار للمؤتمر الأول الذي أقيم عام 2014 بما يحمله من أوراق بحثية مهمة تواكب تطورات المرحلة الحالية التي تعيشها سورية، وقد عقد بنسخته الثالثة رغم الصعاب الكثيرة وخاصة جائحة كورونا، حيث استقبل المنظمون والمشرفون على المؤتمر أكثر من 65 بحثا علميا على مستوى الجامعات السورية والمشاركات الدولية والتي قبل منها 29 بحثا علميا بعد تقييمها من قبل أساتذة مختصين وفقا لمعايير بحثية علمية دقيقة.
ولفت عابد إلى أن المؤتمر الحالي يشهد تطورا بالإمكانيات الأكاديمية ونوعية الأبحاث والأهداف التي تنمي قدرة طلاب الدراسات العليا على المشاركة في المحافل البحثية وتهيئتهم ليكونوا قادرين للتحدث على المنابر ورفع مستوى النشر لأبحاثهم والنهوض بالتصنيف العالمي لجامعة دمشق على المنابر الدولية.