الثورة – سلام الفاضل:
دخل عام 2022 منذ أيام قليلة حاملاً معه الكثير من الأمنيات والرغبات والتطلعات التي يسعى معظمنا إلى تحقيقها في عامه المقبل، وإن عُدنا بالذاكرة إلى العام الفائت، أي عام 2021، وأردنا عبر هذه العودة أن نسبر غور أداء مؤسسة ثقافية مهمة، ألا وهي الهيئة العامة السورية للكتاب التي تحرص خلال عملها على إيصال الكتاب السوري ذي المضمون الهادف، والمحتوى الشائق، والسويّة العالية، والسعر المناسب إلى أكبر شريحة من القرّاء، وأن نقيّم ما قدمته من إنجازات رفدت بها المشهد الثقافي السوري لوجدنا أنها – أي هيئة الكتاب – وعلى الرغم من كثير من المعوقات التي جوبهت بها من جهة تأمين مستلزمات الطباعة، وجائحة الكورونا وسواها، قد استطاعت أن تحقق عام 2021 حضوراً لافتاً برز من خلال عملها الدؤوب، وسعيها الدائم لإصدار الكتب بشكل يومي، وسلاسلها بشكل دوري، إضافة إلى ما أنجزته على صعيد المعارض، والمشاركة فيها عبر أجنحة يشهد اكتناز روّادها، وحماسهم لاقتناء كتبها على مقدار الثقة التي يمنحها القارئ لكل ما تصدره الهيئة من منشورات، إلى جانب الندوات والأمسيات التي عقدتها، وتناولت خلالها جملة من القضايا الفكرية والثقافية التي تعني المواطن السوري، ومشروعها الوطني للترجمة الذي أطلقته عام 2017 وما زال قائماً حتى اليوم، وجوائزها الأدبية التي تُعلن عنها كل عام خدمة للإبداع، وتحفيزاً على استمراره، والتي توليها عناية خاصة من جهة التحكيم، واختيار الأحق والأجدر بالفوز بها.
وقد تحدث د. ثائر زين الدين المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب إلى صحيفة “الثورة” عن أبرز إنجازات الهيئة عام 2021، قائلاً: “في الحقيقة، إن بإمكاننا في الهيئة أن نفاخر بما أنجزناه العام الفائت، فمن ينظر إلى عدد الكتب الورقية التي أصدرتها الهيئة عام 2021، وقد بلغت 264 كتاباً ورقياً، سيلمس مقدار الجهد الكبير الذي بذلته الهيئة بمديرياتها كافة، واستطاعت خلاله التغلب على معظم المعوقات التي واجهتها، وعلى رأسها صعوبة تأمين مستلزمات الطباعة، فقد عملنا عام 2021 على 20% فقط من مخصصاتنا، فالجهة المعنية بشراء هذه المواد للهيئة وسواها من مؤسسات الدولة، لم تستطع تأمين احتياجاتنا”.
وتابع زين الدين حديثه متناولاً كذلك موضوع الكتاب الإلكتروني الذي واكب في صدوره الكتاب الورقي، والكتب الصادرة ضمن المشروع الوطني للترجمة، فقال: “كما كان ثمة تركيز على الكتب الإلكترونية، حيث نشرت الهيئة نحو 97 كتاباً إلكترونياً، منها الكتب الإلكترونية الصرفة، ومنها الكتب التي نُشرت ورقياً، ثم أُعيد لاحقاً نشرها إلكترونياً. إلى جانب المشروع الوطني للترجمة، الذي سيقدم الكثير مستقبلاً، إضافة إلى ما قدمه العام المنصرم، إذ طُبع في الهيئة 30 كتاباً مترجماً، ويوجد في المطبعة اليوم ما لا يقل عن 97 كتاباً آخر تُرجمت عن مختلف لغات العالم”، مبيّناً أن المعوقات التي ذكرها آنفاً قد تكون السبب وراء عدم إصدار هذه الكتب حتى الآن.
وختم زين الدين حديثه بالتأكيد على حرص الهيئة العامة السورية للكتاب هذا العام، كعادتها في كل عام، رفد القارئ العربي، والمكتبة العربية بكل مفيد وقيّم من الكتب، والعمل على إتاحة هذه المنشورات، وإيصالها إلى القرّاء عبر إقامة المعارض، وتزويد نقاط البيع في المراكز الثقافية بأحدث الإصدارات بشكل دوري، والعمل على إحداث نقاط بيع جديدة أخرى في المحافظات السورية كافة.