كنوز تراثية في عقول محبيها

الثورة – غصون سليمان:

تكتنز الموهبة في داخل الفرد جوهرة حقيقة لا يدركها إلّا صاحب الإرادة ومن يتعايش مع أدواته بالمحبة والشغف
في مساحة التراث السوري وعلى امتداد بساطه المزركش من الحرف والمهن اليدوية.
تظهر على الواجهة وفي كل مرحلة من مراحل العمل الحضاري للمجتمع السوري بصمة أنيقة لأيد ماهرة حفرت وصاغت تحفاً فنية تراثية رائعة تعكس خصوصية الفن الشرقي وحوامله المبدعة لمن امتهنوا متعة الإنجاز للحفاظ على التراث الوطني لعشرات السنين.
الحرفي مأمون حلاق ابن حي باب سريجة بدأت حكايته مع مخرطة خشب تراثية قديمة منذ خمسين عاما وقبل انتشار الكهرباء، فبقي لوحده محافظاً على هذه الصنعة على مستوى الجغرافية وحماها من الاندثار بعدما كانت على وشك الانقراض.

 

33.jpg

يتحدث الحلاق من خلال مشاركته في معرض التراث الذي أقيم بالتزامن مع ندوة التراث والإعلام وتحديات العولمة مؤخراً في كلية الآداب جامعة دمشق “قسم علم الاجتماع” أنه الوحيد الآن في هذه المهنة على مستوى سورية حيث عبر في لقاء معه عن عشقه لفن الرسم والزخرفة الذي يتقنه بعد صناعة الأشكال الفنية، من خلال مخرطة الخشب البسيطة والتي هي عبارة عن دف خشب ولها فخذ من الجانبين وسبكتين ثابتتين، وقضيب من الحديد من أجل وضع القدم عليه حيث يتم العمل باليدين والرجل مع وجود قوس من قضيب ومعه حبلة لبرم الخشب كي يبدأ بالعمل.
انا من يصمم الموديل الذي أريده ومن ثم أخرطه يقول الحلاق.. وبعد خرط الشكل والموديل الذي يختاره يقوم بعملية الرسم والزخرفة فهو مختص بالتراث وألوانه المختلفة بغية الحفاظ عليه ليبقى ذاكرة للأجيال المتعاقبة. فجرن الكبة ذائع الصيت على سبيل المثال لا الحصر والذي كان يصنع من الحجر أيام زمان هو اليوم يصنع من الخشب، والمفارقة أن هناك أشخاصاً أعمارهم ما بين ٤٠ و٥٠ عاماً لا يعرفون ما هذا التراث فما بالنا بهذا الجيل.

34.jpg

ويؤكد الحرفي حلاق أن عشقه للتراث يؤثره في بعض الأحيان على حساب بيته وحياته، ولا سيما أن هذه المهنة لا مورد لها ولا تطعم خبزاً، لكن الرغبة الأساسية هو الحفاظ على تراث سورية الغني بكل شيء، لذلك يتوجب علينا كحرفيين أن نكون حاضرين في كل المعارض، وهذا ما نحرص عليه في جميع المعارض المتخصصة مهما كانت التكلفة.
ومن خلال رؤية أعمال الحرفي حلاق فقد غلبت على رسوماته نماذج مصغرة لأشكال العود، والمهباج، صحون خشبية مزخرفة، أرابيسك ناعم.
المهنة متوارثة أباً عن جد كما يشير حلاق لكنه هو من أدخل الشكل والتصميم المناسبين عليها.
وعن المدة الزمنية لإنجاز القطع المصممة أشار ابن حي باب سريجة على أن بعض القطع تحتاج ساعات، وأخرى أسبوعاً وربما شهراً كاملاً حسب نموذج كل قطعة تراثية.
قطع رائعة الحضور جمعتها طاولات عرض بأبسط الأدوات الخشبية أغنتها قلوب محبة وأيد حانية تجيد لغة الفن بالموهبة والإصرار والمتابعة.

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص