الثورة – عبير محمد:
رغم كل التطورت التكنولوجية، وارتفاع مستوى ذكاء الطفل، وضغوطات الحياة اليومية للأم العاملة، نجد أنٌ الأم في هذا العصر تطلب منها الحياة حالة متفوقة على ذاتها، وعلى الأم أن تتحول إلى أم رقمية تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة يومياً، ولا نبالغ إذا قلنا إن بعض الأمهات تحولن إلى قلب رقمي مشغول طوال الوقت بتأمين حياة أطفالهن، من الغذاء اليومي إلى توصيل الأطفال للمدرسة وإعادتهم وملاحقة شؤونهم المدرسية، ناهيك عن القلق الدائم على مستقبل أولادهن.
تحديات المرأة بالمجتمع الرقمي:
كيف ستواجه المرأة معضلة الزمن والوقت وتكافح حتى تتخلص ولو بجزء قليل من سيطرة مخاطر عاطفة الأمومة التي تساهم في حرمانها من التفكير بذاتها والاعتناء بنفسها و أحاسيسها بكونها مخلوق عظيم له متطلباته الحياتية اليومية.
فالأم أو الزوجة أو المراة التي تهمل عواطفها الذاتية تتحول بالتدريج إلى مخلوق آلي يؤدي مهمامه الوظيفية في الحياة دون إبداع وتعجز بالتالي من تنشئة جيل يستطيع مواكبة التطورات السريعة والمذهلة.
الأمومة في المجتمعات الغربية:
رغم ضغوطات العمل والتحديات الكبيرة التي تواجهها المرأة سواء في الغرب أو الصين واليابان وروسيا إلا أن حياتها مختلفة تماماً” عن الصعوبات التي تواجهها الأم العربية، فالأم في روسيا تأخد سنة إجازة أمومة والأم هناك غير مسؤولة عن تعليم أطفالها في المنزل فالدراسة تكون فقط في أوقات المدرسة، ولا تقلق على سلوكهم لأن المدرسة تتشارك مع البيت لضبط سلوك الطفل واكتشاف مواهبه الدفينة. فالأم العاملة تحتاج لقسط كبير من الراحة حتى تستطيع أن تواجه صعوبات وتحديات حياتها كإنسان له متطلباته الشخصية بعيداً عن هموم الأمومة.
فالأم اليوم تحتاج إلى دعم معنوي وفكري ومادي من الجهات المعنية أكثر من أي وقت مضى لمساندتها في أداء مهمتها الإنسانية المعقدة ألا وهي تنشئة جيل جديد قادر على مواكبة التطورات المتسارعة بما يكفل لها ولأطفالها حياة أقل معاناة وأقل قسوة. فمن حق الطفل قضاء طفولة مرحة مع أمه دون منغصات حياتية أقلها الإحباط والاكتئاب والخوف من المستقبل.