التشكيلي محمد . س . حمود وعناصر الانتماء لطرطوس وبحرها

الثورة – أديب مخزوم:

الفنان التشكيلي محمد .س. حمود، صاحب تجربة طويلة في الرسم والنحت تتجاور الخمسين عاماً، وأعماله الفنية تدمج في مضمونها ومظهرها بين عدة مظاهر، المظهر الواقعي والتعبيري والوحشي والرمزي وغير ذلك. كما أنه ينوع في التقنيات، ويرسم المنظر الطبيعي والبحر والوجوه والعناصر الإنسانية والعمارة القديمة والقباب الطينية والأجواء الريفية وغيرها، كإشارة لحوار مباشر مع معطيات الواقع، وعلى العكس من ذلك، يلغي في أحيان أخرى مؤشرات الواقع ، باحثاً عن إيحاءات الإحساس بالجوهر الحي الذي يسكن الأشياء في لحظة غيابها أو اختصارها.
وتغيب ملامح الوجوه في منحوتاته وبعض لوحاته، وتصبح أقرب إلى الوجوه الضائعة والحزينة والمعذبة التي ترسم خارطة الفواجع، والحياة الصعبة، وتعبر عن جماليات الفنون الحديثة في آن واحد.
وفي وضع اللمسات العفوية والكثافة اللونية في اللوحة، والضربات المتلاحقة والمتتابعة، والتي تتبع حركة الدوائر أحياناً، وتحول السطح التصويري، إلى مناخية بصرية تبتعد كل البعد عن المظهر الكلاسيكي، بقدر ما تقترب من تطلعات الحداثة وثقافة فنون العصر.
هكذا يكشف عن بعض جماليات الرسم والنحت الحديث، لأنه لا يقع في أفكار مستهلكة أو صالونية، وإنما يعتبر العمل التشكيلي نقطة تواصل مع الحداثة الفنية، ومع ذلك لا يقيد نفسه باتجاه معين أو مدرسة محددة. وهذا التنوع لا يزال يلازمه وقد ظهر في تنويعات تجاربه التي تدخل في جوهر التكوين الحديث للوحة والمنحوتة.
ومع رحلة محمد.س.حمود الطويلة في مجال إنتاج وعرض اللوحة والمنحوتة نجده ينحاز وبقوة نحو الحداثة الفنية التي تصل حدود الوحشية في الضربات اللونية الصارخة والعنيفة والصريحة، وضمن النهج الحامل ملامح تبسيطية أحياناً، لإظهار المزيد من العفوية في تجسيد الحركة المتتابعة والمتداخلة، والباحثة عن العمق الجمالي والتشكيلي والإيقاعي والذاتي.
ومع ذلك فهو يعمل لإيجاد المزيد من الموازنة بين الاندفاعات العفوية والرقابة العقلانية، رغم كل ما يبرزه من تحرر في حركة الخطوط من تلك السلطة الهندسية المعتمدة ضمن بعض عناصر اللوحة، وهو حين يعمل على تحويل العناصر إلى دلالات جمالية ورمزية تتنوع بين اللوحة والمنحوتة، فإنه يعكس هواجس لونية غنائية في أكثر الأحيان.
ولقد استطاع وخلال تجربة طويلة تطويع الكتل الكبيرة ( وخاصة جذوع الزيتون) والتواصل من خلالها مع تطلعات الحداثة التشكيلية النحتية، وتجاوز الدلالات السياحية والاستعراضية، وبذلك فهو يتطلع دائماً إلى بناء لوحة أو منحوتة تنقل انفعالاته الخاصة وتوجهه الجمالي الخارج على النظام الهندسي، وبالتالي فكل شيء في أعماله يأتي بشكل عفوي، التكوين والإيقاع والاسترسال العاطفي والوجداني.
ولقد طرح هذه المعادلة، في لوحاته ومنحوتاته التي قدم بعضها بمعارض فردية في السلمية وطرطوس، إضافة لمشاركاته بمعارض جماعية في دمشق وأماكن أخرى، واستمر على هذا النمط حتى وصل في لوحاته الأخيرة، إلى طريقة رسم الأشكال، بأسلوب لا يبتعد عن خطه العام في النحت (وهذا يعني أن الروح واحدة في اللوحة والمنحوتة).
وأعماله تشكل استراحة في حالات التعب والمعاناة، فالإنسان يتلمس بهجة الحياة، من خلال بهجة ألوانه، رغم كل الأهوال والحروب، وكل أدوات الشر. ويمكن القول إنه يستعين بتراث البساطة السائد في الفنون الشرقية القديمة، التي كانت تحرص على تمثيل الأشكال الإنسانية والحيوانية والنباتية في صياغة اختزالية. كما لو أن المختصر المفيد لحكاية أعماله، هو القدرة على التعبير عن الحركة الحية النابضة دون فقدان مظهرها الساكن أو الهادئ. وبعض أعماله الرمزية تفسر موقفه من القضايا المصيرية، وتبرزه كتشكيلي ملتزم بقضية الإنسان في صراعه ضد قوى الشر والاستبداد والتخلف. ويقدم في أحيان أخرى اللوحة المستمدة من تداخل عدة أشكال ورموز والمرتبطة بالتاريخ والبيئة والتراث المعماري والشعبي.
وهو من مواليد المبعوجة 1951 وسكان طرطوس، ويقول: بأن الصور في كتب الصف الأول الابتدائي لعامي 1958- 1959 جذبته لرسمها، وبعد أن انتقل للعيش في مدينة طرطوس عام 1959 كان للبحر و الجبال تاثير كبير عليه كطفل، يهوى الرسم، و بدأ يرسم ما يستهويه في هذه المدينة، و اتجه نحو نحت بعض الصخور الكلسية والقطع الخشبية وخاصة خشب الزيتون.
ولقد أقام أول معارضه الفردية في طرطوس عام 1969، وذلك في المركز الثقافي، حين كان آنذاك في حي البرانية، كما أقام معرضين في السلمية، وكان معرضه تحية إلى الفنان الرائد الراحل مجيب داوود في ثقافي طرطوس خلال عام 2011. وهو يرى بأن الرسم و النحت يكملان بعضهما البعض.

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق