بعد عزوف معظم الرواد عن اقتناء الكتب …المكتبات مهددة بالاندثار في حمص..!!

 

الثورة – تحقيق- سلوى إسماعيل الديب:

تعتبر المكتبات من أهم المؤشرات الحضارية، حيث اهتمت الشعوب على مرّ العصور بإغنائها وتنوعها وشمولها، وفي سورية حظي الكتاب باهتمام كبير لما له من أهمية في نشر الوعي والثقافة وتعريف القراء على ثقافات الشعوب وأطباعهم وميولهم وابداعاتهم، إلا أن الحرب العدوانية الظالمة على البلاد ساهمت بتراجع الحركة الثقافية، وانعكس ذلك على المكتبات، بعد أن ابتعد القراء عن الكتاب وعزف معظمهم عن اقتنائه لأسباب عديدة….
الثورة التقت العديد من أصحاب المكتبات في حمص للاطلاع على أهم الصعوبات والعقبات التي تواجههم

*حركة البيع بطيئة

أشار صاحب مكتبة علوان “بسام علوان” إلى غياب اهتمام الشباب بالكتاب هذه الأيام وكثير من الشباب الجامعي الذي لم يعد يهتم بالكتاب وهمه فقط الحصول على المؤهل العلمي لدخول سوق العمل.
وأضاف “علوان”: واقع المكتبات في كافة المحافظات واحد، حتى في دمشق أغلقت العديد من المكتبات وتحولت لمهن أخرى، فحركة البيع بطيئة جداً، قلة من المجتمع تهتم بالكتاب، لو كانت المكتبة مستأجرة لما استطعت الاستمرار، وقد تفتحت عيناي وأنا بين الكتب، حيث أسس والدي “أحمد علوان”هذه المكتبة عام1950، برغم جميع الضغوط والصعوبات لن أقوم بإغلاقها، والمكتبة ليست مهنة تجارية بل عمل فكري، وهي من أرقى المهن في العالم، ففي الخارج عندما تغلق مكتبة تثار العديد من التساؤلات لماذا أغلقت؟ وكيف يمكن مساعدة صاحبها؟.

*البداية من الطفل..

حتى ننهض ويعود للكتاب ألقه علينا أن نبدأ من الطفل، فالشاب الذي وصل لسن 20 عاماً، من المستحيل توجيهه للكتاب، من خلال إطلاعنا على تجارب الأمم الأخرى نرى أنهم انطلقوا من الطفل، ربوا أطفالهم على محبة الكتاب، وبرأيي يمكن للتربية أن تساهم في تصحيح هذا الخلل، من خلال تحديد حصص للمطالعة في المدارس، كحصة الرسم والرياضة.. والتعريف بأهمية الكتاب، والسؤال الذي يفرض نفسه أين مكتبة المدرسة؟ ولماذا غيبت؟ فالموضوع شائك والأمر ليس بالسهل..

*المتميزون يرتادون المكتبات..

رواد المكتبة هم القلة المتميزون في المجتمع الذين يحاولون الارتقاء بأنفسهم من خلال الكتاب، وأغلب من يأتي للحصول على الكتاب باجتهاد شخصي منه من دون وجود بيئة داعمة أو توجيه..
ومن الأمثلة التي صادفتنا لتشجيع القراءة إحضار إدارة المدرسة الخيرية الخاصة طلابها في كل عام للتعريف بالمكتبة، ونلاحظ أن بعض الطلاب الذين حضروا من عامين، لا يزالون يهتمون بالكتاب وقد ازداد وعيهم وإدراكهم لأهمية لكتاب..

*الكتاب لم يأخذ حقه..

وأشار علوان بخصوص ارتفاع ثمن الكتاب وأنه أحد الأسباب التي أدت إلى البعد عن الكتاب والقراءة قائلاً: هذا الكلام غير حقيقي لأن الكتاب لم يحظ بسعره الحقيقي حتى الآن، وبرغم توفر الكتاب الكترونيا لا يزال البعض متمسكا بالكتاب الورقي ويعتبره مقدسا، واعتقد أن أحد أسباب البعد عن الكتاب بعد مدرسينا عنه، فاقد الشيء لا يعطيه..

r4.jpg

*مبادرات فردية للتشجيع..

مدير دار الإرشاد “محمد الجندلي”: تحدث عن وضع الكتاب بشكل عام قبل الأزمة وأشار لعدم وجود إقبال لاقتناء الكتب .وقال ان الأسعار ارتفعت الآن، وارتفع سعر الورق والطباعة وخلافه، هذا بدوره أثر على سوق الكتاب، ولكن الشغف للقراءة لا يزال موجودا، سواء لقصص الأطفال أو للأعمال الروائية، وكمبادرة من دار الإرشاد دائما نجري عروضا خاصة نخفض أسعار نتاج كتبنا الصادرة عن دار الإرشاد، ونحضر روايات إنتاج قديم أحياناً، لكن تظل الرواية رواية لها راغبون ولا يتعلق الأمر بعمرها الزمني، حتى وصلت عروضنا أن نبيع الكتاب بخمسمائة ليرة ، سواء الروايات أو قصص الأطفال، مؤكداً أن الرغبة ما تزال موجودة عند الناس إلا أن الأوضاع المعيشية دفعت بالقارئ بعيداً عن الكتاب، ونلاحظ بحكم وجود فرع لنا في دمشق وإطلاعنا على سوق الكتاب، تعتبر حمص سوقا قويا لبيع الكتاب، ونحن نقدم عروض التخفيضات ليس من باب ربحي، وإنما لنثبت أننا موجودون والكتاب موجود، فمن خلال عروضنا على مواقع التواصل أو بالإعلانات أو في صالتنا نلاحظ الاقبال كبيرا،و هدفنا أن نذكر القارئ بالكتاب .

*لا جدوى اقتصادية ..

أما مدير دار الرواية الحديث ” عبد الغني ملوك” فأشار لسوء وضع المكتبات في حمص، فحتى طلاب الجامعة الذين كانوا يرتادون مكتبته، ويستعيرون الكتب بشكل مجاني بداية، وشبه مجاني حالياً، بسبب عدم التزام البعض بإعادة الكتب المعارة، أضاف: أغلب الذين يطالعون اليوم يقرؤون الكتب الالكترونية، أو يستعيرون من بعضهم الكتب الورقية، بسبب الظروف الاقتصادية، وأغلب أصحاب المكتبات تحولوا لبيع القرطاسية، فلا جدوى اقتصادية من بيع الكتب حيث لا تغطي نفقات الماء والكهرباء والعاملين فيها، وغالباً هي خاسرة مادياً، والمكتبة هي للقاء الأصدقاء.

*الحرب على سورية أثرت على سوق الكتاب..
وسوق الكتاب رائج عند القلة الذين لازالوا يؤمنون بقدسية الكتاب، حيث اختلف تفكير الناس بعد الحرب وشغلتهم المادة في ظل الظروف الاقتصادية، حيث لم يكن لدى الناس تسلية سوى القراءة أما هذا الجيل فشغلته وسائل التواصل، ففي الخارج يعتبرون القراءة تمرينا للعقل وضرورة لابد منها، ويجب أن ننطلق من المنزل بتشجيع الأهل لأبنائهم على القراءة، في وقت شغلت الضائقة الاقتصادية المعلم عن دوره في تحفيز الطلاب على القراءة.
واعتقد أن المنتديات الثقافية واجتماع البعض لقراءة الشعر والقصة هو ظاهرة صحية في مجتمعنا، لمستها في أكثر من منتدى ، وما يحدث هو الفوضى التي تلي الحروب.

*التحول للشبكات العنكبوتية..

عضو المكتب التنفيذي في مجلس مدينة حمص لقطاع الثقافة والسياحة والآثار “لوريس سلوم” اجابت على بعض التساؤلات التي طرحناها قائلة: من أسباب العزوف عن القراءة والمطالعة هو الاعتماد على الشبكات العنكبوتية والكم الهائل من المعلومات التي تحويها، صحيحة كانت أم مغلوطة، بالإضافة لعدم معرفتهم بأهمية المكتبات والكتب في صقل عقولهم وتنميتها، وإقناعهم بأن الكتب المدرسية المقررة تكفيهم، وارتفاع سعر الكتاب الورقي وعدم التمكن من اقتنائه وشرائه.
يعود السبب لعدم تفعيل دور المكتبات في المدارس إلى أنها تعتمد بالدرجة الأولى على تأمين معلومة الكتاب المدرسي وإغنائه، بالإضافة إلى عدم وجود الكادر البشري القدوة المؤهل نفسياً وتربوياً وثقافياً الذي يعمل على تحفيز الطلاب على القراءة والمطالعة.

r5.jpg

*حصص المطالعة شكلية..

أما عن عدم وجود حصة للمطالعة في المدارس، بينت ان المشكلة تبدأ من هنا ،وقالت : لو وجدت حصة للمطالعة عن طريق استعارة الكتب من مكتبة المدرسة، ومناقشة فحواها ومضمونها بين الطلاب، لكانت عمت الفائدة الجميع، بالإضافة إلى توجه الطلبة لاقتناء ومطالعة الكتب كونها أخذت حيزاً من اليوم الدراسي، حتى حصص الرياضة والموسيقا للأسف شكلية ولا تأخذ حقها من اليوم الدرسي، وتعتبر حشوا.

* أمة أقرأ ونقرأ قليلاً..

واوضحت أن مكتب الثقافة في مجلس مدينة حمص متابع لكل أنشطة الشباب، وخاصة الجامعي منهم، عن طريق تشجيعهم واستنباط الفكر والدواخل النفسية عندهم، وتجسيدها للواقع عن طريق الكتابة شعراً أو رواية أو رسماً بأشكاله، أو فنياً بالغناء والعزف، والأخذ بأيديهم لنشرها عبر ندوات ولقاءات شعرية أو فنية من خلال حضورنا بشكل دائم، ونسلط الضوء عليهم وعلى مواهبهم المتعددة، وبمناسبة الأعياد المباركة القادمة خلال شهري آذار ونيسان، وهناك العديد من المشاريع التي نقوم بها كمكتب ثقافة في مجلس المدينة بالتعاون مع المواهب الجامعية، وأشارت الى اننا أمة أقرأ، ولكننا نقرأ قليلاً..
واختتمت : نعمل على توجيه الشباب والأطفال لاقتناء الكتاب ونسج قصة عشق بين القارئ والكتاب الورقي.

آخر الأخبار
حرائق اللاذقية الأكبر على مستوى سوريا... والرياح تزيد من صعوبة المواجهة تحذير من خطر الحيوانات البرية الهاربة من النيران في ريف اللاذقية مدير المنطقة الشمالية باللاذقية: الحرائق أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار عودة جهاز الطبقي المحوري إلى الخدمة بمستشفى حمص الوطني الشيباني يبحث مع وفد أوروبي تداعيات الحرائق في سوريا وقضايا أخرى تعزيز دور  الإشراف الهندسي في المدينة الصناعية بحسياء وحدة الأوفياء.. مشهد تلاحم السوريين في وجه النار والضرر وزير الصحة يتفقد المشفى  الوطني بطرطوس : بوصلتنا  صحة المواطن  الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بريف دمشق  تعقد أولى اجتماعاتها  لأول مرة باخرة حاويات كبيرة تؤم مرفأ طرطوس  فروغ المحال التجارية والبحث عن العدالة.. متى ظهرت مشكلة الإيجار القديم أو الفروغ في سوريا؟ وزارة الإعلام تنفي أي لقاءات بين الشرع ومسؤولين إسرائيليين معرض الأشغال اليدوية يفرد فنونه التراثية في صالة الرواق بالسلميّة تأهيل شبكات التوتر المتوسط في ريف القنيطرة الشمالي مُهَدّدة بالإغلاق.. أكثر من 3000 ورشة ومئات معامل صناعة الأحذية في حلب 1000 سلة غذائية من مركز الملك سلمان للإغاثة لمتضرري الحرائق بمشاركة 143 شركة و14 دولة.. معرض عالم الجمال غداً على أرض مدينة المعارض مناهج دراسية جديدة للعام الدراسي القادم منظمة "بلا حدود" تبحث احتياجات صحة درعا "18 آذار" بدرعا تدعم فرق الدفاع المدني الذين يكافحون الحرائق