الانترنت.. هل يسحب بساط العرض الدرامي؟

 

الثورة – فؤاد مسعد:

قد تختلف الآراء إن كان سيسحب البساط نحوه أم أنه مجرد وسيلة عرض جديدة تحمل الاختلاف وسط ساحة تتسع للجميع، ولكن مما لا شك فيه أنه أحدث تغييراً واضحاً في آليات الإنتاج وحتى في طريقة الكتابة وأسلوبية الإخراج وكل العناصر الفنية الداخلة في العملية الفنية لإنجاز العمل الدرامي وظهوره إلى النور، إنه الانترنت الذي بات عصباً أساسياً في الكثير من المجالات واليوم نلمس حضوره الطاغي ليس في آلية العرض وإنما في العملية الإنتاجية أيضاً، والفكرة الأساسية أن شروط وصول العمل ليعرض على الانترنت إن كان عبر منصة درامية أو يوتيوب.. هي شروط تختلف في الكثير من مفاصلها عن عرضه على الشاشة الصغيرة والتي غالباً ما يكون شهر رمضان الكريم هو سوقها الأساسي، بينما على الشبكة العنكبوتية فالمجال مفتوح وكل الأشهر هي مواسم عرض حين تتوفر الدعاية ويتم الترويج والتسويق بأسلوب احترافي لعمل يحمل عناصر النجاح.
هناك بون شاسع بين ما يحمله عادة مسلسل الثلاثين حلقة وما يحمله العمل الدرامي المُنجز للانترنت والذي غالباً ما يكون مؤلفاً من خمس إلى عشر حلقات ليس أكثر، وفي حال تحقيق مٌشاهدة عالية يمكن استثمار النجاح وإنجاز مواسم أخرى لهذه الخماسية أو السباعية أو العشارية طالما أن الجمهور يتابعها بشغف، ما يشي بحضور أقوى لدراما تفاعلية بين المرسل والمستقبل. وضمن هذا الإطار هناك تساؤلات تُثار من نوع: ما مدى الاختلاف في آلية و إيقاع ونوع العمل الذي يُنجز ليعرض على المحطات التلفزيونية وبين الأعمال التي تتبناها منصات العرض على شبكة الانترنت؟ وبعد أن اعتدنا على الثلاثين حلقة كيف يستقبل الجمهور الأعمال ذات الحلقات القليلة وهل يراها هي الخيار الأفضل أم لكل حضوره وطعمه الخاص؟ هل هي مجرد موضة أم ستسير إلى جوار التلفزيون جنباً إلى جنب بندية أم تُراها ستتسيد المشهد في المستقبل؟ هل يمكن لخماسية أو لعشارية أن تبقى في الذاكرة خاصة بعد تكاثر هذه الأعمال وطابع الاغتراب عن الواقع الذي يطبع الكثير منها؟..

ـ تكثيف الحكاية:
ما يُقدم في هذه الأعمال هو المختصر المفيد عبر حلقات قليلة بأسلوبية وتكنولوجبا مختلفة ونظام صورة وتلوين جميل، هذا ما أكد عليه المخرج ظهير غريبة في لقاء سابق مع صحيفة الثورة مشيراً إلى أن صانع العمل في الخماسيات والعشاريات غير مضطر لوضع مشاهد مجانية أو إقحام خط ليس له من داعٍ فنتابع محوراً واحداً من خلال قصة البطل والأحداث وهي تتميز بتكثيف حكايتها على العكس من مسلسل الثلاثين حلقة الذي عادة ما يأتي متعدد الخطوط الدرامية والقصص ليصل إلى العدد المطلوب من الحلقات.
في حين يشير الفنان لجين اسماعيل إلى أن الأعمال قليلة الحلقات تحمل الكثير من التكثيف والاختزال ما يجعلها تمتلك القدرة على جذب المشاهد.

la2.jpg

ـ التحرر من القيود:
أما الفنان ميلاد يوسف فيتحدث عن ظاهرة تزايد إنتاج الخماسيات والسباعيات والعشاريات قائلاً: (خرجنا من الثلاثين حلقة والأعمال الطويلة وبات بالإمكان تقديم الأفكار بشكل مختلف عبر أعمال تتحرر من قيود كثيرة موجودة ضمن الإنتاج التلفزيون، وأرى أنها حالة فنية جديدة لها علاقة بالدراما والفيلم السينمائي يمكن من خلالها تقديم المميز، وتستهدف شريحة واسعة من الجمهور وهذه الشريحة في ازدياد)، ويشير إلى أن المنصات على الانترنت لا يمكن أن تسحب البساط من تحت أقدام المحطات التلفزيونية ولن تكون البديل عنها، يقول: أصرّ على فكرة أن العمل التلفزيوني يستهدف الجمهور بشكل كامل وبالتالي لا يمكن التخلي عنه والقول إن المنصات ذاهبة إلى إلغائه، فالمنصات حالة خاصة مميزة لها خصوصيتها وبدأت تفرض نفسها على الساحة بما تتناوله من موضوعات وبطريقة عرضها، ولكن ما زلنا مصرين على العمل التلفزيوني إن كان مؤلفاً من (15 أو 30 أو 60) حلقة، لأنه الأشمل وشريحته من المُشاهدة أوسع وصداه أكبر، في حين أن العمل المعروض على المنصات يبقى خاصاً، وقد تتعب في إنجازه ولكن في النتيجة لا تجد له ذلك الصدى الذي يحققه العمل التلفزيوني.

ـ تنشيط الإنتاج:
يشير الفنان فاتح سلمان إلى أن عرض الأعمال الدرامية على شاشة التلفزيون محصور في شهر رمضان الذي يعتمد مسلسل الثلاثين حلقة، ولكن هناك أحد عشر شهراً يمكن فيها عرض الأعمال بما فيها الخماسيات والسباعيات والعشاريات ليكبر السوق ويمتد على مدار العام كاملاً وليس فقط رمضان، بحيث يصبح المسلسل الثلاثيني لسوق رمضان وما تبقى لسوق العام كاملاً والساحة تتسع للجميع، ومن شأن هذا الأمر تنشيط العملية الإنتاجية وزيادة فرص العمل ما يحرك الراكد (كنا نعمل العام كله من أجل شهر واحد بينما اليوم اختلف الأمر وبتنا نعمل من أجل الأشهر كلها)، أما حول تهمة الاغتراب عن الواقع التي عادة ما توسم بها هذه الأعمال، يقول: هذا الكلام صحيح فقد اعتمدت العشاريات على الموضوعات المثيرة التي غالباً ما تلعب على الغرائز، فكلما رفعت حالة الأكشن كلما جذبت مشاهدين أكثر، وهو حق طبيعي للجهة المنتجة وفي النهاية نقدم عملاً للتسلية والمتعة، في حين أن هناك موضوعات أخرى تطرحها مسلسلات بقصد توعية المشاهد، ولكن أؤكد أن عشارية (وثيقة شرف) التي أديت أحد أدوار البطولة فيها لامست الواقع بشكل كبير وجاءت من وحي الحياة اليومية في الحارات والعشوائيات والأحياء الشعبية وما نتج عنها، قد تجد بعض النقاط التي تحوي مبالغة إلى حد ما لشد المشاهد، ولكن من حيث الإطار العام للعمل فهو يلامس الواقع جداً.

la3.jpg

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا