العيون على الاقتصاد

مثلما أدرك الإرهابيون ومشغلوهم خلال الحرب الإجرامية الفظيعة التي تُشنُّ على بلادنا بأن المنجزات التي حققتها سورية على الصعيد الاقتصادي لن تكون إلاّ عائقاً كبيراً أمام تحقيق أهدافهم الإجرامية، فعمدوا بكلّ ما يمتلكون من القوة والوحشية إلى تخريب وتدمير المرافق الإنتاجية والاقتصادية بشكل عام، من أجل تحييد دورها وشللها كي لا تستمر في مدِّ المجتمع السوري باحتياجاته وقوته، وكي يزداد الضغط عليه تمهيداً لإضعافه وخروجه عن طوره وانصياعه لإرادة القوى الضاغطة، بعد أن يكون قد تخلّى عن إرادته الوطنية غصباً واضطراراً.

وعلى الرغم من كلّ الآلام التي تواجه أبناء الشعب في سورية جراء ذلك التخريب في البنية الاقتصادية وما تبع ذلك من عقوبات وحصار لا يزال مستمراً، وعلى الرغم من الاستفزازات التي يبديها الكثير من الفاسدين الذين لا يبالون بما حصل لبلادهم، وظل همهم الأساسي استغلال هذه الظروف الصعبة لتجميع الثروات الباهظة على حساب الدولة والشعب وحياته المعيشية.

على الرغم من هذا كلّه أثبت الشعب السوري قدرته الفائقة على التحمّل والصبر، عاكساً بذلك وعيه الكبير القابع في أعماقه لحقيقة ما يجري، ولذلك نرى حتى الذين يتأثرون بهدير محركات التحريض الخارجي المعادي، ويطلقون بعض العبارات الاستهزائية من مفهوم الصمود، نراهم صامدين فعلاً ولا يبالون بذلك التحريض إلاّ بشكل عابر جداً.

إذاً مثلما أدرك الارهابيون ومشغلوهم ذلك فخربوا ودمروا المرافق الاقتصادية والإنتاجية، كان الاستعمار الفرنسي البغيض أثناء احتلاله لسورية يدرك تماماً أن من أهم أسباب خضوع البلاد وشعبها له يتمثل بمنع إحداث وتطوير أي مرافق اقتصادية سواء كانت صناعية أم تجارية أم زراعية أم مصرفية .. وما إلى ذلك، إلاّ بما يخدم مصلحة الاقتصاد الفرنسي، فسلطة الانتداب لم تعمل إطلاقاً على إرساء قواعد التنمية الاقتصادية في سورية، فلم تلحظ في موازناتها العامة أي إنفاق لإقامة مشاريع تنموية، وقامت في تلك الأثناء بهيكلة التجارة والنظام المصرفي بحيث تضمن تشجيع التجارة مع فرنسا حصراً لخدمة الأهداف الاقتصادية والتنموية للامبراطورية التجارية الفرنسية، كما لم تعمل تلك السلطة على حماية الصناعات الوطنية الناشئة التي لم تستطع أن تتسع وتتطور إلا ببطء شديد نتيجة إجراءات فرنسية مُعرقلة لها، إضافة إلى إهمال القطاع الزراعي بكلّ جوانبه واقتصار التركيز فيه على المواسم التي من شأنها خدمة المصالح الفرنسية، فركزت – مثلاً – على تشجيع إنتاج التبغ والحرير الطبيعي، كي تنافس الاقتصادات الأخرى بهذين المنتجين.

فتخريب وسرقة وتدمير البنى الاقتصادية التي كانت من أبرز الأعمال الإرهابية، ومنع وعرقلة إقامة البنى الاقتصادية التي كانت من أبرز سياسات سلطة الانتداب الفرنسي على سورية، هما وجهان لعملة واحدة تؤكد أن الاقتصاد هو بوابة النهوض وتحقيق التطور ورفاه الشعوب، ومثلما كان الجلاء هو الطريق لتحقيق أهدافنا التنموية وتشكيل اقتصادنا الوطني واستثمار خيرات وطاقات الوطن، فنحن اليوم بحاجة إلى جلاء جديد يعيد تلك الطاقات التنموية المهدورة إلى سكّتها الصحيحة وبحاجة إلى الكثير من شدّ الهمم والتخلّي عن التراخي الذي يضرب أطنابه في أنحاء البلاد، فالعيون على الاقتصاد .. وعلينا أن لا نستسهل ونشيح الطرف عنه.

 

آخر الأخبار
كيف يواجه المواطن في حلب غلاء المعيشة؟ إزالة أنقاض في حي جوبر بدمشق ريف دمشق: تأهيل ٩ مراكز صحية.. وتزويد ثلاثة بالطاقة الشمسية جامعة دمشق تتقدم ٢٤٠ مرتبة في التصنيف العالمي إطلاق القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة ما هي أبرز قراراته المثيرة للجدل؟ شعبية ترامب تتراجع بعد مئة يوم على توليه منصبه  الأمم المتحدة تدعو لرفع العقوبات والاستثمار في سوريا الأوروبي" يواجه تحديات خارجية وداخلية.. فهل يتجاوزها ويصل إلى الحالة "التكاملية"؟ إعلام غربي يدعو للاستفادة من المتغيرات الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة The NewArab:  محادثات الشيباني وميلز ركزت على فرص تحسين العلاقات بين دمشق وإدارة ترامب مصر والسعودية تؤكدان ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا  حملة "شفاء".. عمليات جراحية نوعية في اللاذقية المصالح العقارية تضاهي "المركزي" بأهميتها..  خبير عقاري لـ"الثورة": الملكيات مُصانة ولا يمكن تهر... غلوبال تايمز: واشنطن بالغت في إبعاد الصين عن التجارة العالمية مظاهرات احتجاجية في تركيا وباكستان واندونيسيا..  عشرات الشهداء بمجازر جديدة للاحتلال في غزة الأمم المتحدة تدعو "الحوثيين" للإفراج الفوري عن جميع موظفيها المحتجزين تعسفياً  خارطة الخيارات الاستثمارية الحالية رهينة الملاذات الآمنة 70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس