لها معنى مختلف، لأننا حين نعود بعد مضي (76) عاماً لنتذكر في عيد الاستقلال خروج آخر جندي فرنسي عن بلادنا في السابع عشر من شهر نيسان، ندرك كيف أن إرادة الشعوب لا تقهر وبإمكانها حين تتحد صناعة المعجزات.
شخصيات وطنية سورية صنعت استقلال البلاد اتحدوا وناضلوا بقلب واحد، لم يتركوا أي شيء يشتت شملهم، وضعوا نصب أعينهم انتماءهم الأبدي لبلدهم، وهل أكثر من بلادنا تستحث انتماءنا ووفاءنا الأبدي ومنذ ذلك الوقت ونحن نعيش على وقع نتائجهم.
اليوم مع تغيّر كلّ شيء حتى بلدنا ذاتها طالها التغير في كلّ المواضع، ما يشغلنا في أمثال هذه المناسبات القيمة، أن تضحيات جديدة لاتزال طازجة أضيفت إلى تضحيات العيد الذي نحتفي به اليوم، جميعها ارتهنت لنداء الوطن.
حين نقارن بين الأمس واليوم.. نخلص إلى أن قوة البلد من قوة واتحاد أبنائه من وعيهم والطريقة التي ينتمون بها للأرض التي ما أن يقايضونها أيا كان الثمن، حتى يتشتت شملهم وتفرط عرى اتحادهم.
في الأمس كان العدو واضحاً، يقارعه الجميع ولامحالة سيتم دحره، ليست أمنية بل دروس الماضي أثبتت ذلك، ولكن اليوم لا تستطيع الرهان على عدو وحيد، خاصة أنه لا يمكنك رؤيته أو لمس أذاه، فقد تلون واختلف شكله مع تبدل العصر، وها هي التكنولوجيا تسهل له المهمة، ضخ لفكر معولم لا يلائم بلداننا، بل كلّ همه تفكيكها وتشتيت شملها، وهدم كيانها، وهو ما عشناه خلال السنوات الأخيرة في بلدان عربية عديدة..
الاستقلال الذي نحتاجه اليوم مختلف، بإختلاف طبيعة المعطى الذي نتكئ عليه، لا يمكننا مقارعة عدو واضح في جغرافية معروفة، اليوم نقاومه بأشكال شتى، أهمها المعطى الفكري، فالوعي الذي يتشكل معجوناً بانتماء لا يضاهى لوطنه لا يرتضي له سوى المجد والعلا.
رؤية -سعاد زاهر