الملحق الثقافي:سعاد زاهر:
راهناً…تغيرت الذائقة، اشتغل مصنعوها طويلاً كي نصل إلى ذائقة منمطة تتغذى سنوياً من الموسم الرمضاني، باعتباره وجبة رئيسية، ولكن دون أن تفرغ بقية السنة من وجبات سريعة، مطبوخة على نار هادئة تارة، وعاجلة تارة أخرى…ولا بأس بالكثير من نيران درامية، تطهى فوقها وجبات تمتلئ بالبهارات والفلفل الكاوي حتى دون ضرورة أو مبررات درامية، المهم أن يقبض على أنفاس المتلقي ولا يفلتها إلا مع انتهاء المسلسل وحينها الشركة مع صناعه بالتأكيد هم الرابحون.
ولكن ماذا ربح المشاهد…؟
ألا يبدو خائناً للرائج إن لم ينسجم معه، ألا يخرج من الدائرة المقربة لمعجبي هذا العمل أو ذاك، ويلفظ خارج الأركان الدرامية الدافئة التي تتلقف كل معجب بترحيب كبير، على موائد درامية تخلو من المعنى والاستدامة تصاغ نقاشات تهمش كل الخارجين عن قوانينها.
تلك الموائد المبهرة تأخذ الأولوية اليوم في عالمنا الدرامي، وإن كان شهر رمضان حديقتها الغناء، إلا أنها فيما بعد تتناثر طيلة العام، إعادة تلو الأخرى على القنوات لتحتل موقعاً مميزاً يحجز خصيصاً لها في أوقات الذروة.
هانت المهمة كثيراً على صناع الدراما، بعد كل هذه السنوات من تنميط الذائقة، وباتت القوالب الدرامية جاهزة، يكفي أن يسكب فيها الكتاب نصوصهم والمخرجين أشكالهم الفنية مع أداء فني أبسط حركة تعتبر مبتكرة.
قد تبدو الانطباعات والآراء التي تتوالد عبر مواقع التواصل ويتم تناقلها فيما بعد، مكون فردي لا جماعي، لكنها فعلياً، ككرة ثلج ما أن ينطق أحد المؤثرين رأيه حتى يعتمد، وليت تأثيره ينبع من كفاءته المعرفية لا من أحكامه الذاتية وقربه من موائدهم الدرامية…!
التاريخ:الثلاثاء10-5-2022
رقم العدد :1094