عينٌ على الدراما الرمضانية ٢٠٢٢

الملحق الثقافي: سلام الفاضل:
هل كان الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام بأعماله التي اختُتمت بعرض حلقاتها الأخيرة مؤخراً مرضياً لتطلعات الجماهير؟
بهذا السؤال قد نفتتح مقالنا هذا الذي نقدم فيه قراءة سريعة نجول فيها على أعمال درامية عرضتها قنوات التلفزة فقدم بعضها وجبات دسمة من الدراما المُتقنة، والحرفية العالية في الأداء، والإخراج، والنصوص، في حين أن بعضها الآخر كانت الحملات الإعلامية التي واكبت تصويره، وسبقت عرضه أكبر بكثير من حجم مضمونه الذي بدا حين عرضه واهياً، ومفرّّغاًً من أي معنى، إلى جانب بعض الأعمال الأخرى التي مرت مرور الكرام، فلم تترك أثراً يُذكر، أو بصمة تُرى، ولم يأت أحدٌ على ذكرها سلباً، أم إيجاباً، وفي هذا كله كان الجمهور هو الحكم الفصل، بالتأكيد، الذي انتخب من هذه الأعمال، التي حاكت على تعددها، وتنوّع موضوعاتها، واختلاف شخوصها، أذواق المشاهدين على اختلاف مشاربهم، واهتماماتهم، ورغباتهم في الفرجة التلفزيونية.
ولا يخفى في هذا الصدد على متابع للأصداء الدرامية التي واكبت عرض هذه الأعمال منذ حلقاتها الأولى أن المزاج الشعبي، السوري خاصة، كان ميّّالاًً إلى متابعة الأعمال الاجتماعية، التي عُرضت جنباً إلى جنب مع الأعمال الكوميدية على قلتها هذا العام، وأعمال البيئة الشامية التي استمر بعضها في أجزاء ثانية، وعاشرة، وإلى ما لا نهاية، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الجمهور قد بدأ يحنّ إلى تلك الأعمال التي تحاكي في قصصها واقعه، وتطلعاته، وتتناول أحداثُها حكاياتٍ قد تحدث مع أي منا، في أي زمان، ومكان، في حين أن شخوصها تشبه شخوصاً حياتية ملموسة بانهزاماتها، وانكساراتها، وآلامها، وآمالها، وجنوحها نحو الحب، أو بحثها عن العمل، أو صِدَامَاتها، ومآلات أحلامها، بعيداً عن ثيمات ومفاهيم مُستقاة من بيئة شامية مبتدعة أَلِفها الجمهور حدّ الملل، وهي لم تُنسج يوماً بمنوال كتّابها إلا رغبةً منهم في تسويق أعمالهم على الفضائيات العربية التي لاقت مثلُ هذه الأعمال استحسانَ متابعيها، وهنا إذاً لا بد أن يعي كتّاب السيناريو هذا الأمر، فيعملوا، ولو قليلاً، على العودة إلى الأعمال الاجتماعية التي تخاطب في مضمونها الإنسان العادي اليومي، وتجاربه الحياتية، وخبراته الواقعية، فقد أثبت لنا جمهور هذا العام أنه في مزاج جيد ليرى نفسه في دراما تتحدث عنه.
كما يُحسب لدراما هذا العام أيضاً أنها كانت دراما شبابية بامتياز، بشّرت بولادة أسماء جديدة، وألقت على كاهل خريجين جدد من المعهد العالي للفنون المسرحية ثُقلاً درامياً لا يُستهان به، فكانوا أهلاً له، وظهروا جنباً إلى جنب مع أسماء نجوم كبار، فأبدعوا كأساتذتهم، وأثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك، أن الدراما السورية، وكعادتها دائماً، لم تكن دراما النجم الأوحد الذي تدور في فلكه كل شخوص العمل الأخرى، وترتبط به، بل كانت دراما العمل الجماعي التي يكون فيها كل فنان نجماً في الدور المُسند إليه.
أما عن نهايات هذه الأعمال، ولا سيما الحلقات الأخيرة منها، فهي لم تشهد أي مفاجآت تُذكر بل كانت تسير في مساراتها الطبيعية، وفي هذا يقول الصحفي والناقد الفني الأستاذ نضال قوشحة: «شهدت الحلقات الأخيرة من بعض الأعمال الدرامية تسارعاً ملحوظاً في أحداثها، أفضى إلى ما يمكن تسميته بـ (النهايات المغلقة)، حيث يتوقع المشاهد مسار الحدث ونهايته، وتنال كل شخصية جزاء أعمالها سواء أكانت خيّرة، أم شريرة…». ويردف: «وعلى الرغم من تفضيلي في هذا الجانب النهايات المفتوحة، حيث تبقى النهايات غير حاسمة، غير أن ما لا يمكن إنكاره هنا أن النهايات المغلقة، هي النهايات المقبولة لدى السواد الأعظم من الجمهور الذين يتفاعلون معها، وخاصة فيما يتعلق بشخوص العمل ذات الطابع الشرير، وهذا ما يمكن إدراجه تحت مسمى (النمط المدرسي)، أي انتهاء العمل بعبرة، أو عظة واضحة، وقد لاحظنا هذا الأمر في معظم أعمال الموسم الرمضاني الماضي».
وعن الحشو الذي تعاني منه عادة بعض الأعمال الدرامية فقد أرجع قوشحة ذلك إلى القيد الذي يعاني منه بعض كتّاب السيناريو: «الذين يُضطرون إلى كتابة ٣٠ حلقة لأفكار قد لا تحتاج عادة إلى عدد الحلقات هذا، وذلك إرضاء لشركات الإنتاج، مما يدفع بعض الكتّاب أحياناً إلى ابتداع ما نسميه نحن بـ (الشخصيات الضعيفة) في النصوص لملء النص مما يوصل إلى الحشو، وبالتالي يُضعف العمل». وقد رأى في هذا الصدد: «إن المنصات الإلكترونية التي ظهرت في السنوات الثلاث الأخيرة، قد أزالت عن كاهل كتّاب السيناريو قيد الحلقات الثلاثين، لقبولها نظام العُشاريات، والسباعيات…» متوقعاً أن يكون لهذه المنصات شأنٌ في مستقبل الدراما السورية، والعربية كذلك.
إذاً يمكن القول ختاماً إن الموسم الدرامي الرمضاني كان هذا العام حافلاً بأعمال درامية عدة ترك بعضها أثراً بارزاً، وحفر لصنّاعه اسماً ناصعاً في دراما ٢٠٢٢، في حين أن البعض الآخر لم يكن على مستوى التوقعات، أو أنه مرّ دون ذكر، ولكن لا بد في هذه العجالة من شكر جميع من عمل، وبذل جهوداً كي تخرج الدراما السورية بهذه الحلة، وتعود إلى تبوء مكانها الأبرز الذي احتلته طوال أعوام ضمن الدرامات العربية، وكل عام وأنتم بخير.
التاريخ:الثلاثاء10-5-2022
رقم العدد :1094

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق