الثورة:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الغرب يريد فرض نماذج سلوك خاصة به، تخدم مصالحه ولا تخدم سواها، ولكن الآن هناك هيمنة مراوغة للولايات المتحدة في السياسة العالمية.
ونقلت وكالة تاس عن بوتين قوله اليوم خلال الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك الروسية، أن العالم يمر بتغيرات “تكتونية” لا رجعة فيها في نظام العلاقات الدولية بأكمله، حيث يحاول الغرب التشبث بالنظام العالمي القديم، ويحاول فرض “القواعد” الخاصة به، والتي يداوم على انتهاكها، وتعديلها وفقا لمصالحه.
وأضاف بوتين إن النخب السياسية الغربية لا تعبأ بمصالح شعوبها، وتلقي بها في محرقة العقوبات، حتى ظهرت “فجوة ما بين النخب السياسية والشعوب الغربية”، بينما تنزع واشنطن إلى فرض أجندتها السياسية على القارة الأوروبية، غير عابئة بمصالح القارة، تحت مزاعم وحدة الأطلنطي.
وأكد الرئيس الروسي بأنه واثق من أن بلاده تتعامل بنجاح مع عدوان الغرب الاقتصادي والتكنولوجي. وقال:” “روسيا تتعامل بنجاح مع الجوانب الاقتصادية والمالية وعدوان الغرب التكنولوجي”، لافتا في هذا السياق إلى أنه يتحدث “عن العدوان تحديدا، وهذا لا يمكن تسميته بخلاف ذلك”.
كما لفت بوتين إلى أن “تقييمات وتوقعات الديناميكيات الاقتصادية، بما في ذلك من قبل رواد الأعمال، هي أكثر تفاؤلا بكثير مما كانت عليه في بداية الربيع”.
وأشار بوتين إلى أن فرض سقف على أسعار الغاز المصدر من روسيا قرار ليس له آفاق، مؤكدا أن هذه الخطوة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود الأزرق في الأسواق.
وقال بهذا الصدد: ” إن الأوروبيين بعد ارتفاع أسعار الغاز يفكرون في كيفية معالجة المسألة، إلا أن الحد من السعر بواسطة قرارات إدارية ليس إلا هراء آخر سيؤدي إلى مزيد من النمو في الأسعار في الأسواق العالمية، بما في ذلك في أوروبا”.
وأكد أنه لا يمكن حل المسائل في مجال الاقتصاد والتجارة العالمية بالوسائل الإدارية ومحاولات الحد من سعر الغاز لن تؤدي إلا إلى زيادة جديدة في تكلفته.
وعن أسباب أزمة الغاز في أوروبا، شدد الرئيس الروسي على أن الوضع مع الغاز في الأسواق الأوروبية هو نتيجة عمل خبرائها ومسؤوليها، إذ إن المفوضية الأوروبية من جانبها عارضت مسألة إبرام عقود طويلة الأجل.
وقال: “لقد أصررنا دائما على أن الأسعار يتم تشكيلها على أساس عقود طويلة الأجل، كما أنه يجب ربطها بأسعار النفط والمنتجات النفطية”.
كما أكد الرئيس الروسي بأن التضخم السنوي في روسيا الآن يتجاوز بنحو طفيف مستوى 14%، لكن هناك اتجاها نزوليا في المؤشر. وتوقع أن يبلغ معدل التضخم في روسيا بحلول العام الجاري مستوى 12%.
وقال: “التضخم في الولايات المتحدة يبلغ 8.5%، عندنا المؤشر يبلغ أعلى بنحو طفيف مستوى 14%، ولكن على عكس الاقتصادات الغربية هناك انخفاض (في روسيا). أعتقد أنه بحلول نهاية العام سيكون لدينا حوالي 12%”.
وأضاف بوتين: “وفقا للعديد من خبرائنا في الربع الأول – حلول الربع الثاني من العام المقبل سنصل على الأرجح إلى المؤشرات المستهدفة عند مستوى 5% – 6%”.
كذلك أشار إلى أن الدول تفقد الثقة تدريجيا في الدولار واليورو والجنيه الإسترليني كعملات تسوية واحتياطي وتبتعد عن استخدامها.
وقال بوتين: “حتى حلفاء الولايات المتحدة يخفضون حيازاتهم من الدولار بشكل تدريجي. يمكن رؤية ذلك من البيانات، حجم التسويات بالدولار والمدخرات يتناقصان تدريجيا”.
