الثورة-حمص-رفاه الدروبي
بحضور نخبة من المثقفين والأدباء والمسرحيين والمخرجين قدم الدكتور نزيه بدور في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب محاضرة بعنوان:”المواقع الأثرية السورية في لوحات المستشرقين” تحدث فيها عن “الاستشراق الفني بوصفه توثيقاً جمالياً لتراث الشرق ودفئه.
وأشار إلى أنَّ الاستشراق كمصطلح لا يعني بالضرورة أن يكون تعريفها من مضمونها، ولن تخلو من التحيزات الإيديولوجية لكن بعضها عكس جوانب التراث الإسلامي منوهاً بأنَّه بدأ مع المؤرخين والفلاسفة اليونان، وأهمهم هيروديت جاءت في كتابات وأدرجت في الأدبيات الثقافية وأدخلت ثقافتهم في المرحلة الثانية مع حملة الإسكندر المقدوني، وكانوا معجبين بثقافة سورية وأول مراحل الاستشراق ظهرت مع الحروب الصليبية واعتبره حدثاً هاماً حيث ازدهرت فنونه بكل مناحيها.
الدكتور بدور قال: إنَّ عصر النهضة أدَّى إلى ظهور المستشرقين منهم: جنتيلي بيليني وفيتوري كارباتشيو ورسما لوحات جميلة جداً عكست ألواناً زاهية، وظهر الضوء عليها إضافة إلى لوحة “الجارية” لأوجيني دي لاكروا و”بائع السجاد لجان ليون جيروم.
كما بين أنَّ مواضيع الاستشراق الفنية وآثار الإنسان في البيئة الشرقية تمثلت بالبداوة وحياة الصحراء والتراث المعماري والمساجد والسجاد والنحاسيات والطقوس مشيراً إلى أنَّ أوتوبيلي الوحيد من المستشرقين أدخل في لوحاته العنصر الأنثوي مستخدماً الزيت والمائيات وأسلوبه شبيه بالرسم الهندسي وكانت بحجوم صغيرة.
بينما الدكتور نزيه أكَّد بأنَّ ديفيد روبرتس قدَّم لوحات بديعة ضمَّها كتاب “الأرض المقدسة” المؤلف من ستة مجلدات حوت 241 لوحة مطبوعة بالحجر لونت يدوياً نهاية القرن التاسع عشر بأحجام صغيرة، منها لوحة طبريا تطل على جبال الحرمون وعندما أطلا دبنس روكبيز وروبرت وود على مشارف تدمر أصيبا بالدهشة فرسما لوحة توثق اللحظة ذاتها.
منتقلاً للحديث عن التوظيف الجمالي لتراث الأدب العربي في لوحات المستشرقين في التعامل مع الجانب نفسه من الناحية الثقافية كتبادل فني لموروث فكري يتحول فيه الشوق إلى مؤثر فاعل ويحمل رؤى حاكى تراث زمان فيها.
وختم حديثه بالقول: إنَّه بالرغم من كلِّ الجدل المثار حول ظاهرته الفنية استطاعت اللوحات أن تكون وثيقة فنية جمالية بصرية مدهشة نقلت تفاصيل مدهشة من ملامح الشرق بدقة لا متناهية وبجمالية مثيرة للدهشة وأن بيئاته لم تخلُ مطلقاً من التعبيرات الإيديولوحية وخدمة أجندات استعمارية، لكن في المقابل هناك جهود استشراقية نبيلة أسهمت في بعث وإحياء التراث العربي والإسلامي.