“أوراسيا ريفيو”: نفاق واشنطن بلا حدود

 

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:

إدانة الرئيس الأميركي جو بايدن لروسيا في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، حيث زعم أن روسيا انتهكت ميثاق الأمم المتحدة من خلال حربها في أوكرانيا، هي نفاق ملحمي قادم من زعيم بلد قام بغزو العراق ودمره بناءً على ادعاء كاذب يؤكد أن هذا البلد كان يطور أو حتى لديه” أسلحة دمار شامل”.
من غير القانوني بموجب ميثاق الأمم المتحدة أن تغزو أي دولة دولة أخرى أو تهدد بغزوها ما لم يقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للقيام بذلك، أو ما لم تواجه تهديداً وشيكاً بالهجوم من قبل ذلك البلد.
ولكن الولايات المتحدة الأميركية، من بين جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبايدن، بصفته رئيساً، هو آخر زعيم عالمي يحق له أن يوجه هذا الاتهام.
كم عدد الدول التي غزتها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، فقط منذ الحرب العالمية الثانية؟ دعونا نرى، هل يجب أن نبدأ من الأحدث ونعود إلى الوراء؟ هناك الكثير، لا أحد منهم يشكل تهديداً على الولايات المتحدة:
هناك الآن اليمن، حيث أرسلت الولايات المتحدة قوات خاصة وطائرات مقاتلة أمريكية بما في ذلك قاذفات وطائرات بدون طيار مسلحة بصواريخ هيلفاير، كما شاركت في المساعدة في استهداف الشعب اليمني.
هناك سورية، حيث تحتل الولايات المتحدة أجزاء من الأراضي السورية خلال فترة ثلاث إدارات رئاسية أميركية على الأقل بما في ذلك إدارة بايدن.
وفي أفغانستان، وبشكل غير قانوني ادعت واشنطن أنها كانت تلاحق قوات القاعدة التي قيل إنها مسؤولة عن هجمات 11 أيلول على البنتاغون ومركز التجارة العالمي في نيويورك، لكنها سرعان ما حولت ذلك إلى حرب دامت عقدين وسببت الفوضى في البلاد.
هناك العراق الذي غزته الولايات المتحدة مرتين في عامي 1990 و 2003، واستمر القصف والهجوم في السنوات التي تلت ذلك، ما تسبب في نزوح أربعة ملايين شخص وقتل من 100000 إلى مليون شخص، ومعظمهم من المدنيين.
هناك ليبيا، حيث قامت واشنطن بإنشاء منطقة حظر طيران بتفويض من الأمم المتحدة واستخدامها للإطاحة بحكومة البلاد، تاركة أمة مدمرة لم تتعاف أبداً.
هناك النيجر، حيث شنت الولايات المتحدة حرباً سرية منذ سنوات ضد القوات العاملة في ذلك البلد، ولم يتم الكشف إلا عن مقتل بعض جنود القوات الخاصة هناك في كمين.
هناك هايتي حيث أرسلت الولايات المتحدة قوات عسكرية إلى البلاد واختطفت الزعيم المنتخب الرئيس جان برتران أريستيد وتم نفيه إلى جنوب إفريقيا، ثم احتلت البلاد.
هناك كوبا، حيث رفضت الولايات المتحدة مغادرة قاعدتها البحرية المسروقة في خليج غوانتانامو، التي انتهى عقد الإيجار لها منذ فترة طويلة (تواصل واشنطن إرسال شيكات سنوية مقابل “الإيجار” الرمزي الذي ترفض كوبا صرفه، كعقد الإيجار).
وبالطبع كان هناك الغزو الأمريكي لفيتنام الذي بدأ من إنزال القوات الأمريكية وبدء قتال مباشر لقوات التحرير في الجنوب عام 1965، وتوسع في الهجمات الجوية على الشمال. تلك الحرب التي شارك فيها أكثر من 500000 جندي في نهاية المطاف في جنوب فيتنام، توسعت لاحقاً لتشمل القصف المكثف وتوغلات القوات الخاصة في لاوس وكمبوديا المجاورتين. كما قُتل ثلاثة ملايين فيتنامي ولاوي وخمري في تلك الحرب، معظمهم مدنيون رجال ونساء وأطفال، والباقي مقاتلون من أجل استقلال فيتنام.
النقطة المهمة هي أن الولايات المتحدة، المنتهك الرئيسي في العالم منذ الحرب العالمية الثانية لميثاق الأمم المتحدة، ناهيك عن الجاني الرئيس لجرائم الحرب الجماعية ضد السكان المدنيين خلال تلك الفترة، ليست في وضع يسمح لها بانتقاد روسيا في حربها في أوكرانيا والادعاء أن هذا غير قانوني بموجب الميثاق.
لا يمكن إنكار أن الولايات المتحدة ساعدت في تنظيم الانقلاب في أوكرانيا ودعمت على الفور الإطاحة بالحكومة المنتخبة الموالية لروسيا، وفي الواقع انتقيت حكومة بديلة غير منتخبة ومعادية لروسيا في عام 2014 والتي بدأت بالتهديد والمضايقة والهجوم.
كما أنه لا يمكن إنكار أن واشنطن كانت تأمل منذ فترة طويلة في سحب أوكرانيا من روسيا وإدخالها في حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي سيسمح لها بوضع قواعد عسكرية وطائرات وصواريخ أمريكية هناك، على بعد دقائق فقط من العاصمة الروسية ومعقلها الصناعي.
إن الفارق بين التهديد الذي تشكله تصرفات واشنطن في أوكرانيا، خاصة منذ 2014 وما تعتبره “تهديدات” في أي من حروبها المذكورة أعلاه كبير بشكل لا يصدق.
يجب على بايدن وبلاده التي أهدرت تريليونات الدولارات على حروب غير مبررة وغير قانونية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، الحروب التي أودت بحياة الملايين من الناس، الغالبية العظمى من المدنيين من الرجال والنساء والأطفال، أن يبدأ العمل من أجل إنهاء هذا الصراع بدءاً بوقف إطلاق النار والمفاوضات للوصول إلى نهاية مقبولة للطرفين.

ليس لبايدن أي مكانة لتسمية روسيا “مجرم حرب”، فواشنطن تحتفظ بالجائزة الأولى في هذا المجال. كان هذا صحيحاً عندما قالها مارتن لوثر كينغ جونيور في كنيسة ريفرسايد في عام 1967 أثناء الغزو الأمريكي لفيتنام، وهي أكثر صحة اليوم بعد نصف قرن آخر من الحروب الأمريكية الإجرامية.

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق