الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
ما هي وجهة النظر من “قمة العلم” التي أقامتها الصين وسط التغيرات العالمية التي تحدث مرة واحدة في القرن؟ ماذا يمكن أن يكون تأثير إطلاق حدث حصري في العلم؟.
يقدم منتدى الحائزين على جوائز عالمية لعام 2022 (منتدى WLA)، الذي جمع 60 عالماً حائزاً على جوائز من أكثر من 20 دولة، بما في ذلك 27 حائزاً على جائزة نوبل، إجابة رائعة للجماهير الصينية والعالمية.
هل ينبغي أن يكون هناك المزيد من الدعم لضمان الحد من انبعاث الكربون في البلدان النامية؟ هل ينبغي أن يكون هناك تسامح مع مسارات انتقال الطاقة المتنوعة التي تتخذها البلدان المختلفة؟.
في الماضي، كانت الخلافات في الرأي حول هذه القضايا تشكل في كثير من الأحيان “حجر عثرة” أمام التعاون الدولي. ولكن الآن في شنغهاي، علماء العالم على استعداد لمواجهة الصعوبات والعمل معاً لإيجاد حلول علمية للتحديات المشتركة التي تواجه البشرية.
يقدّر الأصدقاء القدامى والجدد على حد سواء في المجتمع العلمي الدولي هذا الحدث العلمي العظيم بشكل خاص، إذ يشاركون أحدث النتائج الأكاديمية، ويسعون للتكيف مع الحقائق الجديدة لآليات التعاون العلمي، ومناقشة الحلول للمشكلات الإنسانية المشتركة.
يصادف هذا العام السنة الخامسة لمنتدى WLA، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، عكس نجاح المنتدى ثقة الصين في قوة التكنولوجيا لدفع الابتكار والتنمية، وهو ما شهد استعداد البلاد للدعوة إلى التعاون الدولي، وجعل المزيد من الشبان يشعرون بفرحة كونهم جزءاً من اكتشاف علمي.
قال تشو شيونغ نائب المدير: إن جائزة WLA هي أول جائزة علمية عالمية يتم إطلاقها وتأسيسها في البر الرئيس الصيني، وفقاً لأعلى المعايير الأكاديمية في العالم، وهي تنقل إلى العالم الاهتمام والتقدير الذي توليه الصين للعلوم الأساسية المتطورة.
قال تشو “إن قضية العلوم المدنية والدولية تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والدعم من جميع جوانب المجتمع في عملية التنمية. ولحسن الحظ، فإن المجتمع الصيني بأسره يولي الآن مزيداً من الاهتمام لتعميم العلوم وابتكارها”.
وأشار تشو إلى أنه في الوقت الحالي، تنفق المؤسسات الصينية مثل هذا المبلغ الضخم من المال لإنشاء مثل هذه الجوائز، ما يعكس ثقة الصين وتصميمها على المشاركة بعمق في الدوائر الأكاديمية العلمية العليا في العالم، ما يساعد أيضاً على زيادة الوعي العام بالعلوم والتكنولوجيا، و تعميق فهم التقدم العلمي والتكنولوجي الدولي.
قال التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني العشرين الذي شارك في أبرز الإنجازات العلمية التي حققتها الصين على مدى العقد الماضي: “لقد ازداد نمونا في مجال البحث الأساس والابتكار الأصلي، وحققنا اختراقات في بعض التقنيات الأساسية في المجالات الرئيسية، وعززنا الصناعات الإستراتيجية الناشئة”.
وقد ارتفع ترتيب الصين في مؤشر الابتكار العالمي، الذي أصدرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية، من المركز 34 في عام 2012 إلى المركز الحادي عشر في عام 2022.
خلال المنتدى، أطلق يانغ وي، من الأكاديمية الصينية للعلوم، نيابة عن المجتمع العلمي والتكنولوجي الصيني، “مبادرة التعاون الدولي في البحث العلمي”، التي تنقل صوت جميع الباحثين العلميين الصينيين إلى العالم: “تعميق وتوسيع المجتمع العلمي والتكنولوجي العالمي من المساواة والانفتاح والتعاون مع المجتمع العلمي والتكنولوجي العالمي. كن شريكاً وقم ببناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية”.
في السنوات الأخيرة، شاركت الصين في أكثر من 200 آلية تنظيمية دولية ومتعددة الأطراف تشمل العلوم والتكنولوجيا، وأقامت تعاوناً علمياً وتكنولوجياً مع 161 دولة ومنطقة، ووقعت 114 اتفاقية حكومية دولية بشأن التعاون العلمي والتكنولوجي، وأطلقت بناء 53 مختبراً مشتركاً في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين (BRI)، وأنشأت خمس منصات إقليمية لنقل التكنولوجيا على المستوى الوطني مع الآسيان وجنوب آسيا والدول العربية وآسيا الوسطى ووسط وشرق أوروبا.
بالنسبة لبلد ومجتمع وحتى العالم، فإن التطور العلمي هو نوع من عملية تمرير العصا، وقد توصل العلماء من خلفيات بحثية مختلفة إلى توافق في الآراء على أن إنجازاتهم قد تحققت إضافة إلى إنجازات أسلافهم، وبالتالي يجب مراعاة التطور المنهجي للعلم من أجل تقدم البشرية.
حالياً، استفاد الكثير من الشبان الصينيين المتحمسين للبحث العلمي من التدابير المتنوعة التي روجت لها الحكومة الصينية لتنمية المواهب العلمية الشابة.
وقد أصدرت وزارة العلوم والتكنولوجيا إشعاراً في آب 2022 يشجع مؤسسات البحث العلمي المؤهلة على إنشاء برامج خاصة لتدريب المهنيين الشباب في المرحلة المهنية الأولية.
بالحديث عن تربية العلماء الشبان، تصر الحكومة الصينية أيضاً على التركيز على العالم والمستقبل، ودعم المزيد من العلماء الشبان للاندماج بنشاط في شبكات الابتكار العالمية، والمشاركة بعمق في تطوير العلوم والتكنولوجيا العالمية، لأن هذا الجيل من الشبان لديه عقول نشطة للغاية وأساس علمي وثقافي جيد إلى جانب القدرة على تحليل المشكلات بشكل منطقي ومستقل.
المصدر: غلوبال تايمز