“تشاينا ديلي”: الشراكة بين الصين وآسيان تزداد قوة

الثورة – ترجمة رشا غانم:

على الرغم من البيئة الدولية المعقدة وتزايد الشكوك العالمية، تزدهر التجارة بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا، ما يعكس الرابطة القوية بين الجانبين.

لقد كان عام 2022 خاصاً بالعلاقات بين الآسيان والصين. إنها السنة الأولى لبناء الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الآسيان والصين، التي أنشأها قبل عام واحد بالضبط قادة الدول الأعضاء في الآسيان والرئيس شي جين بينغ في القمة الاستثنائية للاحتفال بالذكرى الثلاثين لعلاقات الحوار بين الآسيان والصين. كما يمثل هذا العام أيضاً بدء نفاذ اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة.

بالنظر إلى الوراء، وعلى مر السنين، تمكنت رابطة أمم جنوب شرق آسيا والصين من التغلب على مختلف التحديات داخل المنطقة وخارجها. وتشهد الآن الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الآسيان والصين بداية جيدة، إذ دخلت العلاقات بين الآسيان والصين “المسار السريع”.

فمنذ إقامة علاقات الحوار، أقام الجانبان تعاوناً شاملاً، متعدد المستويات وواسع النطاق.

هذا ويلتزم الجانبان بمبادئ متينة للتعايش السلمي، ويواصلان دعم مركزية رابطة دول جنوب شرق آسيا وممارسة الإقليمية المفتوحة، وهم يصرّون على حل الخلافات والمشكلات من خلال التشاور والحوار الوديين على قدم المساواة. وبهذه الروح، حافظوا على السلام والاستقرار في المنطقة.

أمّا فيما يتعلق بشكل خاص بقضية بحر الصين الجنوبي، اتبعت الدول الأعضاء في الآسيان والصين المبادئ التي أكدها إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، ونفذته على مدار السنوات 20 الماضية، وواصلت جهودها لجعل بحر الصين الجنوبي بحر سلام وصداقة وتعاون.

كما عزز الجانبان العلاقات الاقتصادية وعجلات التكامل الاقتصادي الإقليمي. في حين نمت التجارة ثنائية الاتجاه بمقدار 85 ضعفاً من عام 1991 إلى عام 2021، وحافظت على زخم نمو قوي، وكانت الصين أكبر شريك تجاري للآسيان لمدة 13 عاماً متتالية، وتعززت مكانة الآسيان كأكبر شريك تجاري للصين.

هذا وزادت التجارة الثنائية بنسبة 15,8 في المئة على أساس سنوي في الأشهر 10 الأولى من هذا العام إلى 5,26 تريليون يوان (737.6 مليار دولار)، وهو ما يمثل 15,2 في المئة من التجارة الخارجية للصين. وأصبحت الصين ثاني أكبر مستثمر في الآسيان، إذ لامست استثماراتها في 2021 14 مليار دولار، بزيادة 96 في المئة على أساس سنوي.

حافظ الجانبان على تبادلات متكررة. فقبل جائحة كوفيد-19، كانت الآسيان والصين مصدرين مهمين للسياح الوافدين ووجهات السفر لبعضهما البعض، إذ تجاوزت الزيارات المتبادلة 65 مليوناً، وبلغ إجمالي عدد الرحلات الجوية بين الجانبين أكثر من 4500 رحلة أسبوعياً في عام 2019.

إلى جانب ذلك، تقدم الجامعات الصينية تخصصات باللغات الرسمية لجميع الدول الأعضاء في الآسيان، وكان التدفق ثنائي الاتجاه للطلاب أكثر من 200000 سنوياً قبل اندلاع الوباء.

وفي القمة الخامسة والعشرين بين الآسيان والصّين، التقى قادة أعضاء الآسيان والصين وجهاً لوجه لأول مرة منذ تفشي كوفيد-19، وأشادوا بالإنجازات التي حققتها الآسيان والصين، على مدى السنوات الـ 30 الماضية، كما ناقشوا طرق توسيع التعاون في مجالات مثل التجارة، الاقتصاد الرقمي، البنية التحتية، التعليم والثقافة.

ومن بين أمور أخرى، تم تسمية القمة لعام 2023، عام التعاون الزراعي الأمني الغذائي بين الآسيان والصين، والموافقة على خطة العمل لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الآسيان والصين، في محاولة لبناء وطن سلمي، آمن ،مزدهر وجميل .

كما منحت اتفاقية التجارة الحرة بين الآسيان والصين، المنطقة فرصة أخرى لتعزيز التنمية الاقتصادية، لذلك يجب على الجانبين استخدام الميزة لزيادة التجارة والاستثمار، فضلاً عن تعزيز الصناعة وسلاسل التوريد.

وعلاوة على ذلك، وبما أن ضمان الأمن الغذائي يمثل تحدياً لجميع البلدان، ينبغي لرابطة أمم جنوب شرق آسيا والصين أن تعززا التعاون في مجالات الدراسات الزراعية والزراعة الرقمية والإيكولوجية، وأن تقدما للعالم حلولاً للمشكلات بطريق تحديث الزراعة والأمن الغذائي.

وعلى مر السنين، شاركت لجنة التنسيق الإدارية في عملية تنامي العلاقة بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين من الشراكة الإستراتيجية إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، التي أصبح من خلالها التعاون شاملاً، متعدد المستويات، واسع النطاق، أعمق وأكثر أهمية.

كما ستركز لجنة التنسيق الإدارية على تنفيذ خطة عمل للنهوض بالشراكة الإستراتيجية الشاملة بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين، بما في ذلك تعميق تبادل السياسات والتنسيق لتلبية احتياجات الجانبين؛ وتعزيز مبادرة الحزام والطريق، وبرنامج التعاون الإقليمي، واتفاق التجارة الحرة لأمريكا الوسطى، وتآزر السياسات الإنمائية للحكومات؛ وتنظيم المزيد من الزيارات، وأنشطة الأعمال التجارية للحكومات والمؤسسات المحلية من الجانبين؛ وتسخير مزايا الربط الشبكي في تيسير المحاضرات، البرامج التدريبية، حلقات العمل والتبادل في مجالات التعليم والثقافة والسياحة؛ وتعزيز التعاون العملي وبناء الآليات للتحضير لانتعاش السفر والتبادل بين الناس.

المصدر: تشاينا ديلي

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S