الرياض وقبلة دمشق على جبين العرب

ربما هي أعمق من زيارة سياسية ودبلوماسية يقوم بها الرئيس أحمد الشرع إلى الرياض .. هي أن تحمل دمشق شوق السوريين كلهم إلى المملكة العربية السعودية وهذا العمق العربي الذي بقي بوصلة السوريين يوم  ضلها النظام الساقط فهوى في غربة سياسية هشمت ملامحه وجعلت من حقبته نقطة سوداء في تاريخ المنطقة كلها وليس سوريا فقط.
رغم خروج نظام الأسد المخلوع عن سكته العربية وخيانته لشعبه أولا واختراقه الكبير للقرار السوري التاريخي بأن دمشق قلب العروبه فأصبحت خنجرا إيرانيا في خاصرة العرب ومسرحا من الفوضى للعب الأطراف الخارجية رغم كل ذلك حاولت الرياض الحفاظ على مسؤولياتها تجاه السوريين فكان المسار بين دمشق والرياض ماقبل سقوط النظام قائما على دعم العملية السياسية وعودة اللاجئين وإيقاف تهريب المخدرات ولكن أكبر تجليات الحرص السعودي والعربي بدت في لحظة الزلزال حيث سارع العرب والسعوديون للإمساك الإنساني بيد السوريين وإنقاذ هم من السقوط  أكثر في شقوق التصدعات الاقتصادية فحلقت  السعودية عبر جسر جوي للمساعدات إلى سورية وحضر الهلال الأحمر السعودي و الإماراتي والقطري والكثير من العرب  لينتشلوا آهات السوريين من تحت الأنقاض بينما كان رئيس النظام الساقط يوزع الابتسامات أمام كاميرات الإعلام ويضحك فوق كارثة طبيعية تشبه كوارثه السياسية.
لزيارة الرئيس الشرع الأولى خارج البلاد وتحديدا إلى السعودية إدراك لأهمية الدور السعودي وحاجة السوريون لهذا الدور الكبير وتحديدا ما بعد سقوط النظام ولعل عبارته في أحد المقابلات اشعر بالهوى تجاه السعودية تتعدى البعد  الشخصي وحتى السياسي لرئيس الدولة لتشمل حال كل سوري وشعوره العميق بالانتماء العربي الذي يتجلى في قيادة المملكة العربية السعودية للقرار العربي وقدرتها على لعب دور في إعادة سوريا إلى المحور العربي وتوفير دعم اقليمي لها خاصة فيما يتعلق برفع العقوبات والذي أكد وزير الخارجية السعودي عليه في أكثر من محفل عربي ودولي.
كل من الرياض ودمشق تدركان اهمية سوريا والسعودية في توازن المعادلة العربية الذي اختل من الجموح السياسي الشاذ للمجرم بشار الأسد والذي استفز الشعوب العربية قبل قياداتها لما لهذا الجموح من عزل سوريا عن محيطها العربي واخراجها من مساحة الثقل السياسي واعتقال قرارها في مكاتب الحرس الثوري الإيراني بعيدا عن إرادة شعبها وضرورتها العربية لتوازن الشرق الأوسط  الأمر الذي زج المنطقة كلها إلى هاوية الحروب وحمامات الدم.
تختار دمشق البوابة السعودية للعودة مجددا إلى مكانتها العربية والإقليمية هذه البوابة المفتوحة على رؤية السعودية 2030 حيث تنظر الحكومة السورية بالاتجاه ذاته وإلى هذا النموذج الذي يتعدى النفط إلى تنمية جديدة وجريئة تعزز الفرص الاستثمارية بين البلدين خاصة في إعادة الإعمار في سورية لتكون الكتف السعودية ثابتة في مساعدة سوريا على النهوض ولتعود سوريا عز الشرق وأوله.
تلاقي الرياض السوريين بكل رحابة فلابد من هذا الحضن العربي للتماسك والقوة العربية التي تحصن كل الدول العربية من عوامل التدخل الخارجي والانهيار الاقتصادي
الله مع الجماعة ولعل قبلة دمشق اليوم على الجبين السعودي هي قبلة على الجبين العربي بأكمله بعد شوق كبير.

آخر الأخبار
سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة