اعتادت إدارات المدارس أن تدعو الأهالي لاجتماع أولياء الطلاب خلال العام الدراسي، وغالباً ماكان هذا اللقاء شكلياً، أي لتنفيذ خطة العمل المرسومة خلال السنة الدراسية، ومن ضمنها هذا النشاط.
تنفيذ الاجتماع لهذه الغاية فقط، يقلل من أهمية الهدف الذي وجد من أجله، ويلغي تعزيز الشراكة الفعالة والمطلوبة بين المنزل والمدرسة لدعم نجاح الطلاب وتطورهم، إذ إن هذه المجالس من شأنها المساعدة في تحسين العملية التعليمية، بحيث يكون اللقاء بين الأهالي والكادر التدريسي والإداري منصة لتبادل الأفكار، وحل المشكلات، وحتى إبداء الرأي والمقترحات، ما يوفر بيئة خصبة لصنع القرار المدرسي، وتطوير الخطط التربوية، وخلق وتعزيز بيئة تثقيفية وتعليمية آمنة ومحفزة.
وكي يكون الأهالي في صورة الصعوبات أو المعوقات، والتسهيلات، لابد من تفعيل تلك المجالس لتكون فعلاً برنامج عمل مهماً، يجب أن تعقد خلال الأيام الأولى من بدء العام الدراسي، على أن يتلو الاجتماع المنشود اجتماع آخر لتقييم أداء الطلاب، بعد أن يقطع المدرسون شوطاً في المنهاج.
إن تحقيق الغاية المرجوة من اجتماع أولياء الأمور يحسن التواصل، ويوثق عرى المودة بين الأولياء والمعلمين، كما يزيل الحواجز النفسية والاجتماعية، ويعمق معنى الشفافية، كما يدعم الأنشطة المجتمعية التي تعزز ثقة الطالب بنفسه، وتنمي لديه قيم الانتماء والمواطنة، بالإضافة لتزويد أولياء الأمور بالأدوات والأساليب اللازمة لمساعدة أطفالهم في المنزل، ما يقوي الشعور بالترابط والشراكة الأسريتين، فالاجتماعات المدرسية وسيلة أساسية لتعميق الإشراف الإداري والمنزلي، ولها أثر فاعل، إذا ما أحسن تنظيمها وتوجيهها بالشكل الصحيح والأمثل.