هل تستحق تفاصيل حياتنا اليومية أن تسجّل؟

الثورة- زهور رمضان:

يعتبر التوثيق أحد الأساليب التي تهدف لحفظ المعلومات ونقلها بين الناس، حتى يتمكّن الباحث من استخدامها في مراجع أخرى عند الحاجة لها، معتمداً عليها في نقله للمعلومة والتأكد من مصداقيتها، كما يعدّ التوثيق في البحث العلمي من أقوى الخدمات التي يحتاج إليها الباحث، بينما على الصعيد الفردي والاجتماعي نجد شيئاً مشابهاً، حيث انتشرت في كثير من الأوساط الاجتماعية ظاهرة توثيق تفاصيل الحياة اليومية بين فئة من الشباب والشابات.

ولمعرفة أهمية التوثيق في الحياة اليومية استطلعت الثورة آراء بعض الشباب الذين يفضلون توثيق بعض الأمور الهامة في حياتهم اليومية. حيث ذكر المهندس محمد ابراهيم أنه يسجل حياته اليومية على دفتر مذكرات خاص، مدوناً ما يقوم بإنفاقه على حاجيات منزله العائلية ومصروفهم اليومي بالإضافة لتسجيله للتواريخ اليومية الهامة والذكريات الجميلة واللحظات المؤثرة لأطفاله وزوجته خاصة، وبيّن أنه يهتم بتسجيل تواريخ الوفيات والولادات ضمن نطاق أسرته وأقربائه، ليسترجع ويستذكر ما يهمّه لاحقاً عند الحاجة.

كما بين ياسر علوش الذي يعمل في مكتبة خاصة أنه يسجل أسماء الكتب والروايات التي تدخل للمكتبة، ويقوم المواطنون باستعارتها، ليضمن استرجاعها في الموعد المحدد لانتهاء الإعارة، ضماناً لحق صاحب المكتبة.

 

فيما ذكرت الممرضة ريم علي أنها تسجل مواعيد الزيارات والجلسات التي يقوم بها الزبائن إلى الطبيب الذي تعمل لديه على حاسب خاص، ضمن سجل من برنامج الـExcell، مبينة ما يقوم به الطبيب من إصلاحات ومعالجات لمرضى العيادة، حتى يتمكن الطبيب من استعادة المعلومات عن حالة المريض الصحيّة في حال مراجعته له ولو بعد عدة أعوام أو زمن طويل.

أما الطالبة غزل محمد قالت: أنها تسجل كل يوم مذكراتها مع صديقاتها في المدرسة، حتى النكت والقصص الجميلة التي يتم تداولها، ولا تنسى أن تسجل ملاحظات والدها ووالدتها القيّمة، مضيفة أنها تحب أن تقرأ دفاتر مذكراتها القديمة كلما سنحت لها الفرصة بذلك، لافتة إلى أنها غالباً ما تستمتع بإعادة قراءتها لتلك المذكرات. بينما اختلفت السيدة سحر ابراهيم “أم حسن” برأيها، حينما ذكرت أنها لا تجد ضرورة للتوثيق معتبرة أنه سرقة واستغلال لوقتها الضيق، فقد اعتادت منذ زمن طويل للاعتماد على ذاكرتها في استعادة أشياء ماضية من الذاكرة، مؤكدة أن ذاكرتها لم تخنها في مرحلة شبابها إلا أنها اليوم ونتيجة لتقدم عمرها أصبحت تنسى كثيراً من الأشياء والأمور هامة، ولكنها مؤخراً اكتشفت أهمية التدوين، وبدأت توثّق ما تفعله مثل قراءة الكتب أو دورة أتممتها أو أفلام شاهدتها وتضع إشارة صح على كل عمل تشعر بالرضا والإنجاز على القيام به، لأنه من المفيد أن يضع الشخص لمحة مختصرة عن الفائدة التي اكتسبها من الكتاب، الفيلم، الرواية، وغيرها لهذا يستطيع الشخص الذي لديه الوقت الاستفادة منها وقد يكون هذا سبب إلهام وتحفيز للآخرين.

مناسبات عائلية

فيما ذكر غالب الأحمد وجود اثني عشر دفتر مذكرات لاثني عشر عاماً سابقة، تتضمن مجمل مناسبات العائلة من أعياد وزيارات وذكريات نجاح واحتفالات وولادات وحتى الوفيات والرحلات مع الأصدقاء والأصحاب في كافة مراحل الدراسة الجامعية، ورغم ذلك فهو نادم لعدم الاهتمام بتوثيق رحلته منذ البداية. كما يهتم لؤي بتسجيل فعاليات المركز الثقافي في منطقته، ويقوم بتسجيل أسماء المسرحيات والأمسيات الثقافية والفنية، التي يقوم المركز الثقافي بعرضها كل فترة لأنه يعشق الثقافة والفنون، فيما يهتم حسين بتسجيل أسماء الأطفال الذين ولدوا في حارته الجميلة والبيئة التي يعيش فيها بعدما اعتاد على تسجيل مذكراته تقليداً لوالده الذي يوثّق كل ما يراه في القرية، و ذكرت عائدة عيد أنها شغوفة بتسجيل أمور عائلية تخصّ حياتها المنزلية معللة اهتمامها بالتوثيق لرغبتها في استرجاع تلك الذكريات كلما احتاجت إليها.

الاختصاصي الاجتماعي كامل حسن يؤكد في هذا الخصوص أن التوثيق عادة جميلة جداً، لكونه يعرفك على المنوال الذي تسير عليه، فمثلا: إن كنت تتعلم اللغة يساعدك على تحديد المستوى الذي وصلت إليه ويساعدك على معرفة ما إذا كنت تسير بخطى ثابتة وبمعدل جيّد أم تتكاسل،وعندها تقف مع نفسك وتعيد حساباتك لتعرف السبب في التقصير. فالتوثيق مهم نفسياً لأنه في بعض الأحيان تأتي لحظات من الضيق نجد بداخلنا بعض المشاعر أننا لم ننجز شيئا في حياتنا عندها يقف التوثيق ضدّ هذه المشاعر السلبية فتتذكر كل ما توصلت إليه وحققته من نجاحات، منوهاً إلى أن التوثيق من أهم الأدوات التي تساهم في زيادة انتاجية الشخص وزيادة الرغبة في الإنجاز.

آخر الأخبار
وزير التعليم العالي: البيانات طاقة وطنية تبني مستقبل سوريا اجتماع تشاوري في طرطوس يناقش إعادة تفعيل المديرية العامة للموانئ دور تصحيح الرواتب والأجور في حساب تحسين الظروف المعيشية جمود عقاري في طرطوس.. واتجاه نحو الاستثمار في الذهب كملاذ آمن محافظ دمشق: العدالة أساس الدولة الجديدة والمرسوم 66 قيد المراجعة التشريعية اللجنة العليا للانتخابات تحدّد موعد الاقتراع في تل أبيض ورأس العين "التعليم العالي" تعلن متابعتها مطالب طلاب كلية الحقوق في جامعة دمشق البكور: السويداء تتلقى القوافل دون انقطاع وصرف الرواتب مستمر باراك: سوريا ولبنان القطعتان التاليتان في مسار السلام بالشرق الأوسط استعادة الثقة من خلال مصالحة ضريبية ومنظومة إلكترونية للجباية "فتح سجل الفروغ" انفراجة تُنهي سنوات من النزاع انتخابات اتحاد كرة القدم مهددة بالتزكية ! هل يأتي الأفضل أم يستمر العبث ؟ نقطة تحول لبناء جسور التعاون الاقتصادي السوري - الأميركي "الجوال".. أدة ذكية أم سجن رقمي كيف نحقق التوازن؟ افتتاح مراكز جديدة لتعزيز الخدمات الطبية في ريف إدلب كيف نحسن فهم عواطفنا في عالم مليء بالاضطراب؟ هل تستحق تفاصيل حياتنا اليومية أن تسجّل؟ قبل تصفيات آسيا للناشئين.. المصطفى: هدفنا المحافظة على لقب غرب آسيا مجلس الشعب المنتظر.. هل ينجح في تحقيق طموحات الشعب؟