الثورة – ميساء الجردي:
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز الذي يصادف في الأول من كانون الأول من كل عام أقامت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية اليوم ندوة تحت شعار (اخبر صديق.. اختبار فيروس الإيدز سري ومجاني وبسيط) حيث تتضافر الجهود للحد من انتشار المرض والإصابات وإظهار الدعم للأشخاص المصابين والمتأثرين بفيروس العوز البشري.
معاون وزير الصحة الدكتورة رزان سلوطة أكدت خلال كلمتها على ضرورة تسليط الضوء على أهمية الحق في الصحة والتحديات التي يواجهها الأشخاص المصابون بفيروس العوز المناعي البشري ووضع السياسات والاستراتيجيات الملزمة للحد من انتشاره، كما أكدت على أهمية إجراء اختبار الإيدز والكشف المبكر عن الإصابة بهدف تقديم العلاج في الوقت المناسب والمساهمة في تحسين الوضع الصحي للمرضى.
واشارت سلوطة إلى أهم المعارف التي يجب معرفتها حول مرض العوز المناعي البشري والتي تتمثل بوجود علاج لمرضى الإيدز ولكنه غير شاف وإمكانية العيش لفترة طويلة للأشخاص المصابين والذين يتلقون أدوية فعَّالة. مبينة أن الهدف من اليوم العالمي هو حث واضعي السياسات على تعزيز الصحة للجميع والوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة والتركيز على أهمية التوسع وزيادة التغطية بالخدمات الوقائية والعلاجية، وكذلك حث الأشخاص على إجراء الاختبار لمعرفة إصابتهم بعدوى الفيروس والذي هو مجاني وسري وبسيط.
وأوضحت معاون الوزير أن مشكلة الإيدز مشكلة عالمية فعدد الإصابات الكلي منذ عام 1987 وحتى نهاية عام 2021 بلغ 38.4 مليون إصابة منهم 28.7 مليون شخص تلقوا العلاج المضاد للفيروس، أما بالنسبة لسورية فقد بينت أن عدد الإصابة يعتبر منخفض حيث بلغ العدد التراكمي منذ عام 1987 وحتى هذه الاحتفالية هو 786 إصابة من الجنسية السورية، و355 إصابة من جنسيات آخرى، وقد بلغت نسبة التغطية العلاجية 85% من المرضى المتابعين.
من جانبه بيَّن مدير الأمراض السارية والمزمنة بوزارة الصحة الدكتور زهير السهوي أهمية الاحتفال بهذا اليوم لتسليط الضوء على الحق في الصحة والتحديات التي يتعرض لها الأشخاص المصابون بالإيدز، ولكونه فرصة لزيادة مستوى الوعي لدى الأفراد، لافتاً إلى أن الوقت قد حان لإنجاز أعمال أكثر جرأة واتخاذ خطوات مبتكرة لبلوغ الغاية في وضع حد للوباء بحلول عام 2030 والتي من أهم التوصيات المعلنة للوصول إلى هذا الهدف، هو استخدام أساليب مبكرة في اختبار الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري وإتاحة خيارات الوقاية من الإصابة بشكل أوسع، إضافة إلى التوعية المجتمعية والتثقيف الصحي المنهجي.
وأكد الدكتور السهوي أن سورية ما تزال تصنف من بين الدول ذات المعدلات المنخفضة بالإصابة على المستوى الإقليمي وذلك نتيجة الإجراءات الصحية المتبعة لضمان صحة الأفراد والمجتمع التي تنفذها وزارة الصحة ضمن برنامجها الوطني لمكافحة الإيدز والاستراتيجيات الأساسية في تقديم المشورة والفحص الطوعي مجاناً عبر المراكز المنتشرة في جميع المحافظات للكشف عن الحالات المشتبه بإصابتها، وكذلك تقديم خدمات العلاج والرعاية والوقاية بسرية تامة، والتشارك مع المنظمات الدولية والأهلية في خدمات التوعية والدعم، والحد من ولادات جديدة مصابة بهذا المرض عن طريق برنامج منع انتقال العدوى من الأم الحامل للجنين.
بدورها نقلت الدكتورة هانية الحسيني مسؤولة الأمراض السارية واللوائح الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالمية رسالة الدكتور أحمد بن سالم المنظري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في تجديد الالتزام بوضع نهاية لوباء الإيدز والعدوى بفيروسه، مشيرة إلى وجود خطة عمل إقليمية جديدة للقضاء على الإيدز بحلول عام 2030 تعتمد على نهج نظام صحي لتقديم الخدمات الخاصة بالفيروس تحت مظلة النظام الصحي إلى جانب خدمات التهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسياَ.
وبينت الحسيني التقدم الذي أحرزته بعض الدول الأعضاء في الاستجابة للفيروس والوقاية من الإصابة به واختبارات الكشف عنه، إلا أننا لم نصل إلى الغايات العالمية حيث يشهد العالم انخفاضاً في حالات الإصابة الجديدة والوفيات الناجمة عنه بينما لاتزال الإصابات الجديدة بالفيروس والوفيات بسببه تتزايد في إقليمنا ففي نهاية عام 2021 شخصت إصابة 41% فقط من المتعايشين مع الفيروس في الإقليم، في حين لم يحصل على العلاج سوى 27%، موضحة أهمية التشخيص والوصول إلى المصابين لكي يحصلوا على العلاج والتأكيد على عدم نقلهم للعدوى للآخرين. وهذا يستدعي التوسع في نماذج الاختبار التي يتم تطبيقها للتجاوز المراكز التقليدية للمشورة والاختبار الطوعي، مع الدعوة إلى زيادة معدلات الاختبار الذاتي والاختبار القائم على الشبكات للكشف عن الفيروس.
