الثورة – هراير جوانيان:
بلغ المنتخب الكرواتي الدور نصف النهائي من مونديال قطر 2022، إثر فوزه على نظيره البرازيلي بركلات الترجيح 4-2، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لمثله، في مباراة ربع النهائي، التي أقيمت على استاد الثمامة.
وكان منتخب كرواتيا قد بلغ دور الثمانية في المونديال، بعد فوزه بركلات الترجيح على اليابان، أما البرازيل فبلغت ربع النهائي، بفوزها 4-1 على كوريا الجنوبية.
وقدم الكروات مستوى مميزاً في الشوط الأول، نجحوا من خلاله في الاستحواذ على الكرة ونقلها بسلاسة إلى مناطق لعب البرازيليين، مع سيطرة واضحة على منطقة الوسط، التي تضم في صفوفه خيرة اللاعبين، على رأسهم القائد لوكا مودريتش، ولاعب تشيلسي الإنكليزي، ماتيو كوفاسيتش.
وحافظ المنتخب الكرواتي على توازنه الدفاعي في الوقت ذاته، بقيادة العملاق جوسكو غفارديول صاحب الـ20 عاماً، الذي نجح برفقة زميله عامل الخبرة، ديان لوفرين، في تحجيم خطورة نيمار وزميله فينيسيوس، لتنتهي الحصة الأولى على واقع التعادل السلبي.
وفي الشوط الثاني، عاد البرازيليون للقاء، من خلال عدة طلعات هجومية، لكن حامي عرين كرواتيا دومينيك ليفاكوفيتش، قدم مواجهة استثنائية، وذاد عن مرماه بكل بسالة، ووقف سداً منيعاً بوجه هجمات نيمار وريشارليسون، لتذهب المباراة إلى الأشواط الإضافية، التي نجح فيها نيمار في تجاوز حاجز الدفاع الكرواتي وهز الشباك عند الدقيقة الخامسة بعد المئة، لكن البديل برونو بيتكوفيتش، ظهر قبل 4 دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني، معدلاً النتيجة بطريقة مميزة، ليذهب اللقاء إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للكروات 4-2.
هذا وتلتقي كرواتيا في الدور نصف النهائي مع الأرجنتين التي تأهلت على حساب هولندا بركلات الجزاء الترجيحية 4-3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2.
وسيطر منتخب الأرجنتين على الشوط الأول حيث كانت له المبادرة بصنع الخطر وتهديد المرمى الهولندي، لتحمل الدقيقة 35 هدف التقدم عبر المدافع مولينا، إثر عمل مميز من ليونيل ميسي الذي كان صاحب (الأسيست) الحاسم.
ولم يقدم الهولنديون في الشوط الأول مستوى جيداً رغم بعض المحاولات، ولكن التسرع وغياب التركيز عن الثنائي الهجومي حرمهم من التهديف رغم الأخطاء التي ارتكبها لاعبو منتخب الأرجنتين خاصة بعد التعديل التكتيكي على الخطة والاعتماد على ثلاثة مدافعين.
ولم يختلف الوضع كثيراً في الشوط الثاني رغم التغييرات التي قام بها المنتخب الأرجنتيني، حيث ظلت الأسبقية أرجنتينية على المستوى الهجومي وصنع الخطر في ظل الصعوبات التي وجدها الهجوم الهولندي لتجاوز الحصار الدفاعي الذي فرضه منتخب التانغو على مرماه.
وكاد ليونيل ميسي أن يرفع الفارق إلى هدفين بعد حصوله على مخالفة قريبة من منطقة الجزاء، غير أن كرته القوية مرت عالية بقليل وضاعت عنه فرصة رفع رصيده إلى 10 أهداف في المونديال.
ولم يتأخر هدف ميسي كثيراً فقد نجح في الدقيقة 73 في تنفيذ ركلة جزاء بنجاح مسجلاً الهدف الرابع في هذه النسخة ويُعادل باتيستوتا في عدد الأهداف لأفضل مسجل أرجنتيني في نهائيات كأس العالم برصيد عشرة أهداف لكلّ منهما.
وفجأة تحسن أداء منتخب هولندا من خلال الاعتماد على الكرات العالية التي ساعدتهم على العودة في المباراة برأسية من فاوت ويغهورست في الدقيقة 83 ليُعيد آمال هولندا في قلب الطاولة، حيث شهدت نهاية المواجهة إثارة كبيرة.
وتعددت محاولات منتخب هولندا للتعديل مستفيداً من تفوقه البدني، لكن التسرع حرمه من الوصول إلى ما خطط رغم كثرة الفرص ولكن الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي ارتفعت خلالها الإثارة بعد أن خطف ويغهورست هدف التعادل بعد تنفيذ ذكي لمخالفة ويعدل النتيجة 2ـ2.
وغابت الإثارة عن الحصة الإضافية الأولى مع أفضلية أرجنتينية حيث استعاد رفاق ميسي زمام المبادرة ولكن دون خطورة حقيقية، قبل أن يرتفع النسق في الثانية وأضاع لاوتارو مارتينز فرصة إضافة الهدف الثالث وتسجيل هدفه الأول في المونديال وقد عاند الحظ كثيراً منتخب الأرجنتين بعد أن توفرت له عديد الفرص لتسجيل هدف التأهل.
وحسم منتخب الأرجنتين مصير التأهل بفضل ركلات الترجيح بنتيجة 4ـ3.
