الثورة- تقرير أسماء الفريح
أعربت روسيا عن قلقها البالغ إزاء قيام سلطات كوسوفو بتصعيد الوضع مدفوعة بدعم أميركي أوروبي ودعتها إلى الوفاء بجميع الالتزامات المترتبة عليها بما فيها تلك المنبثقة عن اتفاق بروكسل.
وكان رئيس وزراء جمهورية كوسوفو المعلنة من جانب واحد ألبين كورتي كشف في حديث لصحيفة “دي فيلت”عن عزم بريشتينا زيادة عدد جنود حلف الناتو من أجل ما سماه “تعزيز السلام والأمن في منطقة غرب البلقان بأكملها” وأعلن أيضا أن كوسوفو تقوم حاليا بزيادة الإنفاق الدفاعي وعدد قواتها المسلحة وجنود الاحتياط.
وقال ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي في تصريح لوكالة نوفوستي اليوم: “نتابع تطور الوضع في كوسوفو وحولها بقلق بالغ ونرى أن سلطات كوسوفو المزعومة تتجه نحو التصعيد بينما من الواضح لنا أنها تعتمد على الدعم العلني والخفي من رعاتها وبالدرجة الأولى أولئك في الاتحاد الأوروبي وواشنطن”.
وتابع غروشكو أن على الدول الغربية و”كل من له تأثير في نهج كوسوفو” الضغط على بريشتينا “باتجاه إيجاد حل سياسي”وإجبارها على الوفاء بالتزاماتها.
وأوضح أن ذلك يجب أن ينطوي “أولا وقبل كل شيء على إجبار سلطات كوسوفو على التخلي عن خططها العدوانية، التي تنذر بزعزعة استقرار البلقان، والوفاء بجميع الالتزامات التي سبق أن قطعتها على نفسها، بما فيها تلك المنبثقة عن اتفاق بروكسل، الذي ينص على تشكيل تجمع للبلديات الصربية باعتباره عنصرا مركزيا في تسوية مشكلة كوسوفو”.
يشار إلى أن الأوضاع في كوسوفو شهدت توترا ملحوظا في الـسادس من كانون الأول الماضي عندما استولت قوات خاصة تابعة لكوسوفو مصحوبة بدوريات من بعثة الاتحاد الأوروبي على مباني اللجان الانتخابية في شمال كوسوفو وميتوخيا ما دفع السكان الصرب إلى التصدي لهم.
هذا وأكدت الخارجية الروسية مؤخراً أن أي تسوية بين بلغراد وبريشتينا “بضمانات غربية”، لن يكتب لها الاستدامة وقالت: “طالما أن اتفاقيات “خفض التصعيد” التي مُرّرت من قبل واشنطن والاتحاد الأوروبي تتجاهل المشاكل الرئيسية التي مازالت عالقة في كوسوفو فإن الحل الدائم أمر مستحيل” لا بل إنها تمنح بريشتينا “الفرصة لتكثيف النهج المناهض للصرب”.
جدير بالذكر أن الناتو شن في آذار 1999 عدوانا على يوغسلافيا السابقة دون تفويض شرعي من مجلس الأمن الدولي أسفر عن سقوط الكثير من الضحايا المدنيين إضافة إلى تدمير هذا البلد وانتهى العدوان بعقد اتفاقية كومانوفو في حزيران من العام ذاته نصت على استبدال القوات والشرطة الصربية في إقليم كوسوفو وميتوخيا بقوات دولية وأدى بطبيعة الحال إلى تفكك يوغسلافيا إلى عدة دول وإعلان الاستقلال الأحادي الجانب من ألبان كوسوفو عام 2008 وهو ما دعمته القوى الغربية ورفضته صربيا لينكشف هدف الناتو الأساسي من وراء ذلك بتوسيع حدوده الجغرافية نحو روسيا وضمه بعض الدول التي كانت داخلة في قوام الاتحاد اليوغسلافي إلى صفوفه.