الثورة – يمن سليمان عباس:
أمة تقرأ، أمة لا تعرف المستحيل، وترسم غدها من خلال المعرفة ولا نأتي بجديد إذا قلنا إن القراءة فعل بناء حضاري وثقافي ولهذا ترى الشعوب تقرأ في كل ركن وكل مكان.
القراءة في وسائط النقل كانت وسيلة لتمضية الوقت واستثمار إلى أقصى حد ممكن.
ومن المعروف في الغرب القطارات والحافلات الكبيرة كانت تزود ركابها بالصحف والمجلات والكتب ونادراً ما ترى مسافراً لا يمسك بيده كتاباً أو مجلة الكل مشغول بقراءة ما وتقول التقارير التي تتحدث عن ذلك أنه في قطارات ومتروات موسكو كانت وما زالت الصحف والمجلات هي الرقم الأول في قائمة المطلوبات وفي باريس ولندن وغيرهما.
وفي الوطن العربي كانت هذه الظاهرة موجودة وكم كنا نسعد حين توزع علينا الصحف في القطارات والحافلات وأحياناً نستعير مجلة أو صحيفة ممن يمسك بها صحيح أنها لم تكن ظاهرة كبيرة لكنها موجودة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تغيرت هذه العادات مع فورة الانترنت وحلول المحمول مكان الكتاب؟؟؟؟؟
في الغرب ما زالت القراءة سيدة الموقف سواء من خلال المحمول أو الصحف وفي اليابان تم العمل على تأليف روايات سميت روايات المحمول تتناسب مع جهاز الهاتف وانتشرت هذه القراءة الرقمية وغدت ظاهرة حلت محل الورق.
ولكن ماذا عنا نحن؟؟؟ لقد اختفت الصحف والمجلات مؤقتاً والكتاب صار باهظ الثمن وحلت مواقع التواصل محل كل شيء في الحافلة ترى الكل مشغولاً بهاتفه ومن النوادر أن ترى من يمسك كتاباً أو مجلة ويقرأ.
لقد سلبتنا التقنية الحديثة الكثير من العادات الجميلة وحل مكانها ما يدل على الفردية والتشتت والضياع ولم تقدم البديل الجديد الذي نراه في الكثير من دول العالم.