الثورة- ترجمة محمود اللحام:
على مدار الأحد عشر شهراً الماضية، حول تطورات الحرب في أوكرانيا يجمع كبار الضباط العسكريين والاستخبارايين الأمريكيين أن أوكرانيا خسرت الحرب.
ما يذهل في هذا الإجماع هذا التأكيد الساخر هو أمر كان يجب أن يكون واضحًا للمحللين منذ بداية العملية العسكرية الروسية، ويجعلنا نقول: لقد خسرت أوكرانيا الحرب حتى قبل أن تبدأ.
بما هو واضح، أكد الكثير من المصادر والتحليلات الرسمية، أنه منذ اليوم الأول، شاركت روسيا كجزء من عمليتها الخاصة في هجمات دقيقة على المنشآت العسكرية الأوكرانية، والتي بدأت قبل ساعات من خطاب الرئيس بوتين المتلفز في 24 شباط، حين قال: إنني أشير إلى توسع الناتو باتجاه الشرق، والذي يجعل بنيته التحتية العسكرية أقرب وأقرب إلى الحدود الروسية. إنها لحقيقة أننا حاولنا بصبر خلال الثلاثين عامًا الماضية التوصل إلى اتفاق مع دول الناتو الكبرى، وردًا على ذلك، فقد واجهنا على الدوام إما خداع وأكاذيب ساخرة، أو محاولات للضغط والابتزاز.
من أسبوع إلى آخر ، تُركت أوكرانيا دون قوة بحرية ودون قوة جوية، ودُمرت في البداية في أواخر شباط، أوائل آذار 2022.
تركيا، التي يعتمد عليها الناتو، لديها اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا، هذا يعني أنه في ظل الظروف الحالية، فإن الحرب بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد روسيا أمر مستحيل.
البحر الأسود استراتيجي، بينما تسيطر روسيا إلى حد كبير على الساحل الأوكراني، في حين تسيطر تركيا على الساحل الجنوبي للبحر الأسود بأكمله إضافة إلى الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. (بموجب بروتوكول مونترو).
تركيا تلعب لعبة مزدوجة، فهي لا تتصرف نيابة عن الناتو في مسرح الحرب، إنها تتعاون بشكل غير رسمي مع روسيا، فاتفاقات السلام الفاشلة في آذار 2022 في اسطنبول كانت من تصميم حكومة أردوغان.
الأمر الواضح، كيف يمكن لأوكرانيا أن تربح حرباً دون قوة جوية وبحرية؟.. وفقًا للمصادر الروسية التي استشهد بها ب.ك ، بهادراكومار (25 آذار2022) ؛ فقد كشفت هيئة الأركان العامة الروسية أن القوات الجوية الأوكرانية والدفاع الجوي دمرت بالكامل تقريبًا في آذار 2022، في حين أن البحرية في البلاد لم تعد موجودة، وحوالي 11.5 ٪ فقط من جميع الأفراد العسكريين تم إبعادهم عن العمل.
ونقلاً عن مصادر روسية، فقدت أوكرانيا جزءاً كبيراً من مركباتها القتالية (الدبابات والعربات المدرعة وما إلى ذلك)، وثلث أنظمة قاذفات الصواريخ المتعددة وأكثر من ثلاثة أرباع أنظمتها الدفاعية المضادة للصواريخ والتكتيكية Tochka-U أنظمة الصواريخ.
تم إيقاف تشغيل ستة عشر مطاراً عسكرياً رئيساً في أوكرانيا، وتم تدمير 39 قاعدة تخزين وترسانة، والتي تحتوي على ما يصل إلى 70 ٪ من جميع مخزونات المعدات العسكرية والمواد والوقود، وأكثر من مليون و 54 ألف طن من الذخيرة.
لم تفقد أوكرانيا قوتها البحرية في البحر الأسود فحسب، بل فقدت أيضاً الوصول البحري إلى بحر آزوف وشرق أوكرانيا.
في شباط وآذار من العام الماضي، سيطرت روسيا على مضيق كيرتش في شرق القرم، الذي يعد بوابة بحرية ضيقة تربط البحر الأسود ببحر آزوف، وصارت جميع الموانئ الرئيسة في بحر آزوف تخضع للسيطرة الروسية حاليًا.
كما تسيطر روسيا على نهر دنيبر البحري، وهو النهر الرئيس في دلتا أوكرانيا، على الرغم من انسحاب روسيا من خيرسون.
ويعد دنيبر طريقاً بحرياً استراتيجياً يمتد من بيلاروسيا وشمال أوكرانيا وكييف إلى البحر الأسود.
كما يعتبر نهر دنيبر ممراً رئيسياً لنقل بضائع الحبوب الأوكرانية والتجارة البحرية للبضائع من البحر الأسود، الذي تسيطر عليه روسيا بالاشتراك مع تركيا.
المصدر: موندياليزاسيون
