“غلوبال تايمز”: الناتو يريد تغيير قواعد النظام الدولي لمصلحة أميركا

الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
يجر حلف شمال الأطلسي” الناتو” كوريا الجنوبية إلى أعماق هاوية عبر تقديم المساعدة لأوكرانيا، بمحاولته اختبار مدى استعداد سيؤول لربط نفسها بالتحالف العسكري الذي تقوده واشنطن، والهدف الأساس هو توسيع مخالبه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال شركائه في المنطقة.
وخلال زيارته لكوريا الجنوبية مؤخراً، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ سيؤول إلى تعزيز مساعدتها العسكرية لأوكرانيا والنظر في السماح بتصدير الأسلحة مباشرة.
على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، يحاول الناتو إقناع أعضائه وشركائه بتشكيل معسكر أكبر يدعم كييف سياسياً وعسكرياً، وفي هذه العملية، سيكون من الضروري لهذه البلدان أن تقدم كل المساعدة قدر الإمكان، لذلك، وفقاً لهذا المنطق، ونظراً لأن كوريا الجنوبية لديها صناعة دفاعية متطورة ومنتجة نسبياً، تحتاج البلاد إلى تصدير المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.
وكونها من بين الدول التي زودت كييف بالأسلحة، قامت سيؤول بوظيفة محدودة للغاية، حيث قدمت أسلحة بكميات صغيرة نسبياً ومستويات منخفضة، ولكن بالنسبة للناتو، لا يهم نوع الأسلحة التي قدمتها كوريا الجنوبية أو تخطط لتقديمها؛ الأهم من ذلك هو ما إذا كانت سيؤول ستظهر بادرة الموافقة على تعزيز المساعدة، بعبارة أخرى، يأتي دافع ستولتنبرغ على الأرجح من منظور سياسي أكثر من الاحتياجات العسكرية.
يسعى الناتو إلى تحويل نفسه من منظمة إقليمية إلى منظمة عالمية، وهدفه الرئيس هو تقريب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق، لذلك، هو يعمل بكل قوته على محوريه الرئيسين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، اليابان وكوريا الجنوبية.
يحاول الناتو، بتحريض من واشنطن، توسيع مخالبه بشكل أعمق في المنطقة وإشراك المزيد من الدول الإقليمية في الصراع الروسي الأوكراني لمشاركة المخاطر الأمريكية في السياسة الدولية، كما أن تشكيل صراع محلي في أوروبا وتحويله إلى مشكلة عالمية لا يخدم سوى استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وبالنسبة للأمين العام لحلف الناتو، فإن الهدف المباشر لحث سيؤول على تغيير سياستها هو تشكيل تحالف غربي أكثر صلابة لمساعدة أوكرانيا في هذا الصراع المستمر.
لكن فيما يتعلق بالأهداف الاستراتيجية المتوسطة والطويلة المدى، فهو يريد من سيؤول أن ترتبط بمركبة الناتو بشكل أكثر إحكاماً، وبهذه الطريقة، ستكون منظمة الناتو قادرة على استخدام كوريا الجنوبية كنقطة دخول إلى شؤون آسيا والمحيط الهادئ بسهولة أكبر.
لذلك، في نظر الولايات المتحدة، إذا كانت كوريا الجنوبية متورطة في صراع عسكري أوروبي ، فمن المناسب أن يتدخل الناتو في النزاعات والصراعات المحتملة في شرق آسيا، خاصة تحت ستار منظمة دولية عادلة.
يعتقد الخبراء أن كوريا الجنوبية، لمصلحتها الخاصة، قد لا تكون قادرة على مقاومة ضغط الناتو،  فالتعاون معه سيساعد سيؤول على تعزيز وجودها العالمي.
ومن ناحية أخرى، منذ أن حدد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول هدف دفع بلاده لتصبح رابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم بحلول عام 2027 ، فمن الصعب عليها مدفوعة بالمصالح الاقتصادية، الاستمرار في التحرك بحذر وببطء عند بيع المزيد من الأسلحة.
لإقناع كوريا الجنوبية بشكل أفضل، استخدم ستولتنبرغ مثالاً  أن العديد من حلفاء الناتو الذين كان لديهم سياسة عدم تصدير الأسلحة إلى البلدان المتنازعة قد غيروا هذه السياسة، لكن ما نراه هنا في الواقع هو كيف أصبحت هذه البلدان خاضعة تماماً لاستراتيجيات وسياسات واشنطن؟.
يمكن للخطوة الخطيرة التي اتخذتها هذه الدول أن تدفع أوروبا بأكملها بسهولة إلى حافة الصراع، ونتيجة لذلك، تخشى أن يؤدي مثل هذا الإجراء إلى إطالة أمد الصراع الروسي الأوكراني، وتكثيف التوتر بين دول الناتو وروسيا، وتعقيد الوضع في أوروبا.
يتحدث الغرب دائماً عن نظام قائم على القواعد، ولكن إذا كان من الممكن تغيير القواعد بسهولة بسبب المصالح الإستراتيجية للغرب بقيادة الولايات المتحدة، فلا توجد طريقة للحديث عن النظام، وهذا لن يؤثر على الوضع الحالي فحسب، بل سيشكل أيضاً تحدياً شديداً وطويل الأمد لنظام القواعد بأكمله في العلاقات الدولية.
المصدر: غلوبال تايمز

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب