الملحق الثقافي:
حاز إرنست همنغواي على جائزة نوبل للآداب في عام ١٩٥٤م.. و حينها لم ينشر في حياته سوى سبع روايات وبعض المجموعات القصصية، وكتابين واقعيين.
بدأ الكتابة في باريس عام 1920م حيث عمِل مراسلاً عسكرياً، حاملاً معه دفتر ملاحظات وقلم رصاص في جيبه، وكان يحب الكتابة في المقاهي، و حرّر روايته الشهيرة (الشمس تشرق أيضاً).
وفيما بعد كتب أغلب أعماله في منزله الواقع في كي ويست في فلوريدا، و في غرفة نومه المليئة بالكتب والجرائد المكدسة، كان يضع الآلة الكاتبة بشكل دائم على خزانة الكتب الفوضوية، و أسماها (طاولة العمل).
أحب همنغواي الكتابة في الصباح الباكر، ودون أن يكلف نفسه عناء ارتداء ملابسه، و قال ذات مرة : «الكتابة في الصباحات الباكرة تجعلك واثقاً من إتمامك للكتابة.. لا أحد يزعجك، أكان الجو قارّا أو باردًا، فأنتَ تُقبل على عملك وتستدفئ بالكتابة.. تقرأ ما كتبته، وبما أنك تتوقف دائمًا حيثُ تعرف ما سيحدث لاحقًا، فإنك تستكملُ الكتابة من هناك.. تواصل الكتابة حتى تصل إلى المكان الذي تشعر فيه بأنك ممتلئ بعصير الكتابة، وتعرفُ فيه ما سيحدث لاحقًا».
يكتب همنغواي مسوداته الأولى عادة بالقلم الرصاص، ثم يطبعها بواسطة الآلة الكاتبة على ورق مصقول، و يحتفظ بها في المشبك اللوحي جهة اليسار للآلة الكاتبة.. وُصِف خطه بالصبياني كونه لا يركز على علامات الترقيم، و لا الحروف الكبيرة، ولديه عادة وضع علامة X في نهاية الجمل.. كما أنه يحتفظ بدزينة أقلام رصاص حادة ويقول: «إن إتلاف سبعة أقلام رصاص (من نوع رقم ٢) يعني أنه يوم عمل جيد».
و حينما يرضى عن المسودة، يقوم بطباعتها على الآلة الكاتبة واضعًا إياها عند مستوى صدره وهو واقف غالبًا لعدة ساعات دون توقف.. لقد استخدم أنواعًا مختلفة من الآلات الكاتبة منها: (كورناس)، (اندروود نويزلس المحمولة)، بالإضافة إلى (رويال) و(هالدا المحمولة).
وفي آخر يوم الكتابة يقوم همنغواي بعّد الكلمات التي كتبها، ويدون تقدّمه على جدولٍ مصنوعٍ من قطعة ورق مقوى لصندوق، معلقٍ ومثبتٍ على جدار غرفة النوم، وكان يعتبر أداءه جيداً إذا كتب ما يعادل خمسمئة كلمة يوميًا.
العدد 1131 – 7-2-2023