الثورة- معد عيسى:
حاصرت سورية بتكافلها وتضامنها في مواجهة الأزمة كل سواد قلوب الحاقدين، وفضحت الأيادي العارية التي ترفع الأنقاض عن الضحايا كذب الغرب الذي حاصرها بلقمتها.
لم نكن ننتظر كارثة لنكشف للعالم المتغطرس كيف صمدت سورية في مواجهة الظلم والقهر كل هذه السنوات، ولم تكن الصورة التي خرجت بها سورية لإنقاذ ضحاياها سوى لحظة حقيقة عن تكافل الدولة السورية بكل أطيافها في مواجهة الظروف، ولم تمنع كل الأنقاض المتراكمة فوق أجساد المنكوبين من وصول صرخات المحاصرين إلى طبيب أعلن عن فتح عيادته لاستقبال المصابين مجاناً، ولا عن مركز طبي فتح غُرف عملياته لإجراء عمليات عاجلة وتقديم كل ما يلزم من الصفائح والبراغي والمستلزمات الطبية دون مقابل، ولا عن طلبة الجامعات الذين توجهوا إلى مراكز التبرع بالدم، ولا لعائلات جمعت كل ما تستطيع وذهبت به إلى لجان وجمعيات تطوعت لمؤازرة المنكوبين.
وبخلاف العفوية التي انطلق بها المجتمع الأهلي تحركت الحكومة منذ اللحظة الأولى بكافة مؤسساتها بعد اجتماع برئاسة السيد الرئيس بشار الأسد قد يكون الأقصر بتاريخ لقاء سيادته بالحكومات وذلك لكسب الوقت والتوجه للعمل في المناطق المنكوبة حيث تحركت الآليات الهندسية وفرق الدفاع المدني من كافة المحافظات وتم حشد كل الإمكانات لتلتقي مع المجتمع المحلي بجبهة واحدة رغم قساوة المشهد وضعف الإمكانات ولتنضم إليهم عشرات المؤسسات والمبادرات الفردية بتبرعات مالية ومادية وفرق تطوعية لإيصال الدعم وتوزيعه على المنكوبين.
أكثر من مائة وثمانين مركز إيواء تم تجهيزها لاستقبال أهالي المناطق المنكوبة أصبحت اليوم مقصداً لتقديم المساعدات والعلاج والخدمات في تشابك بين المجتمع المحلي والرسمي والمؤسسات والجمعيات الخيرية والتنموية، بيوت فُتحت للاستضافة ومئات الدعوات وجهها أفراد ومؤسسات لاستضافة مَن خسر سكنه.
ليس بعيداً عن كارثة الحرائق التي ضربت سورية حضرت الأمانة السورية للتنمية من اللحظات الأولى ومعها مؤسسات وجمعيات أخرى في تنظيم عملية جمع التبرعات وإدارتها وإعادة توجيهها للتخفيف من معاناة أهالي المناطق المنكوبة ووضع الخطط لإعادة الناس إلى مناطقهم.
فريق واحد، قلب واحد، نبض واحد جمع السوريين في محنتهم اليوم كما كانوا بالأمس في مواجهة الحرب والإرهاب والحصار والعقوبات والحرائق.
