د. مازن سليم خضور:
“في الوقت الذي كانت فيه سورية تلملم جراحها وتدفن شهداءها وتتلقى التعازي والتعاطف والدعم الإنساني الدولي في مواجهة الزلزال المدمِّر، شنَّ كيان الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جوياً استهدف أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين في دمشق، وأدى في حصيلة أولية إلى ارتقاء (٥) شهداء، وإصابة (١٥) مدنياً، وتدمير عدد من المنازل”، هكذا بدأت وزارة الخارجية والمغتربين بيانها بعد استهداف الكيان الإسرائيلي للمناطق السكنية والتعليمية والأثرية في سورية، لاسيما وهي في مواجهة آثار الزلزال المدمِّر الذي ضرب عدداً من المحافظات السورية.
هذا العدوان أدانته عدة دول حتى إن الخارجية الروسية اعتبرته انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي، فيما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه تبادل الأدوار بين الكيان الإرهابي والتنظيمات الإرهابية التي ارتكبت جريمة قبل أيام بحق العشرات من أبناء سورية في ريف حمص.
كيان الاحتلال لم يكتف بالاعتداء على المناطق السكنية والمأهولة بل قام بجريمة بحق التراث العالمي والإنساني باستهداف أجزاءٍ من قلعة دمشق الأثرية، والتي تعدُّ من أهم معالم فن العمارة العسكرية والإسلامية في سورية في العصر الأيوبي، والتي أُدرِجت في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي عام 1979 ميلادي.
وفي بيان للمديرية العامة للآثار والمتاحف السورية قالت إن الأضرار طالت المكاتب الإدارية لقلعة دمشق بجانب دمار كبير في معهد الفنون التطبيقية والمعهد المتوسط للآثار، وكلها مؤسسات تعليمية.
حتى عندما ادعى كيان الاحتلال برغبته بدعم تركيا في كارثة الزلزال المدمِّر، ولأنَّ الطبع غلب التطبع فقد وقع في فضيحة أخلاقية جديدة بعد الكشف عن سرقة فريق إنقاذ تابع له مخطوطات توراتية قديمة من حطام إحدى الكنائس المنهارة بفعل الزلزال في مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، وهي مخطوطات لكتاب إستير عمرها أكثر من قرنين، والتي تمَّ الاحتفاظ بها في كنيس المحلي قبل الكارثة في عملية “سرقة” واستغلال الزلزال لنهب ثروات الشعوب.
إذاً الطبع غلب التطبّع وهذا ينطبق على كيان الاحتلال، فطبعه الإجرامي من جهة، وطبعه في استغلال الأحداث التاريخية وسرقة ثروات وتاريخ وحضارة الشعوب موجودة بطبعه منذ اتفاق سايكس بيكو وإلى اليوم.
