الثورة:
لا يوجد دواء لعلاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي، والذي يصيب العديد من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 والذي يمكن أن يؤدي إلى أمراض الكبد الخطيرة الأخرى،
فقد حددت دراسة عقارًا مرشحًا لعلاج الكبد الدهني، وتشير الدراسة قبل السريرية إلى أن الجسم المضاد الذي يحجب البروتين VEGF-B يمثل خيارًا علاجيًا محتملاً لمرض الكبد الدهني.
حيث الكبد الدهني مرتبط بالعديد من الأمراض الخطيرة والمميتة في بعض الأحيان، فمن خلال المبدأ العلاجي الذي طورناه، قد يكون من الممكن منع الكبد الدهني ونأمل في تقليل مخاطر الإصابة بالفشل الكبدي وسرطان الكبد.
ولعقود من الزمان، كانت السمنة وزيادة الوزن مرضًا عالميًا شائعًا تسبب، من بين مشاكل أخرى، في ارتفاع حاد في الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وفقًا لجمعية السكري السويدية هناك 500000 حالة مرض السكري في السويد وحدها، منها 85 إلى 90 بالمائة من النوع 2.
زيادة الوزن المزمنة ومرض السكري من النوع 2 يزيدان من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو السبب الأكثر شيوعًا لأمراض الكبد المزمنة، مثل فشل الكبد وسرطان الكبد، في أوروبا والولايات المتحدة.
وتتمتع الأنسجة الدهنية البيضاء بقدرة ملحوظة على تخزين الطاقة على شكل دهون، ولكن في حالة السمنة المزمنة، وغالبًا ما يكون داء السكري من النوع 2، فهي غير كافية ويزداد تركيز الأحماض الدهنية في الدم، لذلك يتم تخزينها في مكان آخر، بما في ذلك الكبد. لا يتداخل تراكم الدهون في الكبد مع إفراز الجلوكوز ويؤدي إلى مقاومة الأنسولين فحسب، بل يزيد أيضًا من خطر حدوث ضرر دائم لأحد أهم أعضاء الجسم.
يؤثر الكبد الدهني على أكثر من 100 مليون بالغ، وتشير الأبحاث السابقة إلى ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 17 ضعفًا لدى الأشخاص المصابين به، و في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، تتراوح نسبة الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي من 25 إلى 29 بالمائة، ولا توجد حاليًا أدوية معتمدة لعلاج الكبد الدهني غير الكحولي.
وبالنسبة للدراسة، تمكن الباحثون من الوصول إلى دواء مرشح في شكل جسم مضاد لبروتين (عامل النمو البطاني الوعائي B)، الذي يتحكم في إطلاق الأحماض الدهنية من الأنسجة الدهنية البيضاء.
ويقول المؤلف للدراسة أنه تظهر نتائجنا أن الحجب الدوائي لمسار إشارة في الفئران يمنع تراكم الدهون في الكبد ويقلل من مخاطر الكبد الدهني.
وأجريت الدراسة على فئران طبيعية ومعدلة وراثيًا تلقت أنظمة غذائية مختلفة وعولجت بالعقار المرشح، ودرس الباحثون أيضًا الأنسجة الدهنية لـ 48 مريضًا بسبب جراحة السمنة، وكان نصف المجموعة مصابًا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، بينما لم يكن النصف الآخر مصابًا به، وتكشف نتائجهم عن وجود علاقة واضحة بين مستوى إشارات في الأنسجة الدهنية البيضاء.
ويقول البروفيسور : “إن الخطوة التالية في أخذ هذا العقار المرشح المثير إلى أبعد من ذلك هي إدراجه في برنامج التطوير السريري”.