الاعتدال الربيعي..!
الثورة:
يحدث الاعتدال الربيعي عادة إما يوم 20، 21، 22 آذار، وتكون الشمس في هذا اليوم منطبقة تمامًا على خط الاستواء قادمة من نصفها الجنوبي الذي يضم أستراليا ونصف أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعضاً من شبه القارة الهندية، متجهةً إلى النصف الشمالي والذي يضم أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والقطب الشمالي.
ووفقاً للفلكيين فيتساوى الليل والنهار تمامًا يوم الاعتدال الربيعي، وكذلك يعلن هذا اليوم بدء فصل الربيع في النصف الشمالي واستهلال فصل الخريف في النصف الجنوبي.
حيث تشرق الشمس في هذا اليوم عند الدرجة 90 تماماً وهو ما يعد مهماً بالنسبة إلى من يرغبون في التعرف على نقطة الشرق بدقة، وفي ذلك اليوم أيضا تغرب الشمس تماماً في نقطة الغرب الحقيقية.
لماذا يحدث الاعتدال الربيعي؟
تدور الأرض حول الشمس في الوقت الذي يميل محورها عن الأفق بحوالي 23.5 درجة، هذا يعني أن الإشعاع الشمسي لا يتوزع بشكل متساوٍ على أجزاء الأرض خلال العام، بل يختلف حسب موقع الأرض في مدارها.
حيث تميل الارض باتجاه الشمس خلال فصل الصيف، وتميل مبتعدة عن الشمس خلال فصل الشتاء، لكن يحدث مرتين في العام (في شهر آذارو أيلول) أن يتحاذى ميل الأرض مع مدارها حول الشمس، بحيث لا يكون هناك ميلان للأرض بالنسبة للشمس، وعندها تتعامد أشعة الشمس مباشرة مع خط الاستواء، ويحصل كل من نصف الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي على نفس ساعات النهار والليل.
ويصبح الخط الذي يفصل المناطق التي تشهد الليل والمناطق التي تشهد النهار، والذي يُطلق عليه اسم “الخط الرمادي”، ينطبق على محور الأرض ويمر عبر القطبين الشمالي والجنوبي.
حيث لا يحدث الاعتدال بالضرورة في نفس اليوم بالضبط من كل عام، حيث يحدث الاعتدال الربيعي في النصف الشمالي في يوم 20 أو 21 من شهر آذار، والخريفي في 22 أو 23 ايلول.
هذه التواريخ المتغيرة هي لأن سنة الأرض ليست 365 يومًا بالضبط، هناك ربع إضافي من اليوم (6 ساعات) يتراكم كل عام، مما يتسبب في تحول تاريخ الاعتدال. كما يتغير اتجاه الكوكب نحو الشمس باستمرار، مما يؤدي إلى تعديل توقيت الاعتدال.
وبالرغم من أن يوم الاعتدال يمثل بداية فلكية للربيع أو الخريف، إلا أن بدايات هذه الفصول في علم الأرصاد الجوية هي 1 آذار و 1 ايلول.
فقد كان الناس يتتبعون حركات الشمس منذ آلاف السنين، وقد ربطت العديد من الحضارات القديمة أيام الاعتدال الربيعي والخريفي مع التقاليد الثقافية والدينية، حيث لم تقتصر هذه التغيرات الشمسية على بداية الفصول فحسب، بل حددت أيضًا موعد زراعة المحاصيل وحصادها.
وهناك أيضًا العديد من الآثار القديمة التي ترتبط بالاعتدال، مثل المعبد الهندوسي أنغكور وات في كمبوديا، حيث تشرق الشمس يوم الاعتدال مباشرة فوق معبدها المركزي، وقد تم بناء المجمع بين عامي 1113 و 1150، وهو أكبر نصب ديني في العالم.
وهناك أيضاً معبد المايا في المكسيك، والذي تم بناؤه بين القرنين الثامن والثاني عشر، المعروف باسم معبد ال كاستيو (El Castillo)، مخصص لإله الثعبان، حيث تظهر الضوء يوم الاعتدال في خداع بصري كما لو أن ثعبانًا ينزل إلى أسفل جانب المعبد، ويسافر إلى العالم السفلي.