في القراءة وأسبابها ودلالاتها

الملحق الثقافي – حسين صقر:

يركز الكثيرون في أحاديثهم على مفهوم الكتابة والقراءة، وأهميتهما في تنمية الفكر وصقل المواهب، ولاسيما كل مايخرج عن إطار المناهج والدراسة والتعليم، أي تثقيف الذات، وينقسم هؤلاء إلى فريقين، الأول يرى أن كل ما يخرج عن ذلك الإطار لانفع له، والمهم أن يتمكن الإنسان من حرفته واختصاصه وأن يخدمها بالشكل الصحيح، ولاداعي للإكثار من القراءة وإتخام الذاكرة بما هو ضروري وغير ضروري.
والقسم الثاني يرى أن الثقافة والمعرفة لايتجزأان، وليس شرطاً أن يكون الإنسان طبيباً أو مهندساً أو محامياً حتى يعلم بعض المعلومات الطبية أو القانونية، ولهذا يجب عليه القراءة والاطلاع والخوض في غمار الجغرافيا والتاريخ والأدب والفيزياء والكيمياء وكل ما ينضوي أو يندرج تحت مظلة العلم والمعرفة.
وكي تكون القراءة ممتعة ومفيدة يجب أن يكون المكتوب جديراً بأن يُقرأ، وكما يقال:»حتى تعيش يجب أن تفعل شيئاً يستحق الكتابة، أو تكتب شيئاً يستحق القراءة، لأن الأخيرة عملية بتم بفضلها تحليل النص وفك حروفه ومابين سطوره، والوصول إلى الغاية والهدف الذي قُدم من أجله، وكذلك معرفة المغزى وتمييز كل مفردة عن الأخرى، وموطن المعلومة، وذلك كله وفق دلالات مختلفة.
والقراءة الصحيحة لاتتم إلا إذا كان الذهن صافياً، والفكر منعتقاً ومتحرراً من القيود والضغوط، وذلك كي تكون القراءة مفيدة، لأنها بالنتيجة تحتاج إلى نشاط منقطع النظير، لأن الشخص سوف يقوم بتحديد وفهم كافة السلاسل البسيطة والسير على منحدراتها ومابين تضاريسها وفي العمق، وربط الحلقات ببعضها.
وبالقراءة يتم التعرف على الكلمات والمصطلحات والثقافات المختلفة، ومشاركتها ومبادلتها ومقارنتها، وتساعد الأشخاص على توجيه أي من المعلومات لغرض معين وتركيز انتباه المستمع أو القارئ لمعرفة الهدف منها، وذلك عبر موعظة أو فائدة أو شرح وتفسير ورواية أو حكاية.
بالتأكيد أسباب القراءة تختلف وتتعدد، بين التعلم أو الاستمتاع والاستطلاع، والخوض في تجارب الآخرين ومعرفة سيرهم، حيث فهم النص هو الغرض الأساسي منها، ولهذا فعملية القراءة هي عملية التفكير التي تسمح للقراء باستخدام معرفتهم السابقة عند معالجة أي من المعلومات التي يقرؤونها، والتحليل والتركيب ووضع تلك المعلومة في مكانها الصحيح، ولهذا فالأشخاص الذين يقرؤون يكونون على دراية كاملة، وأفضل من غيرهم، لأنهم يعلمون ما يضرهم وما يفيدهم، ولنأخذ مثلاً على ذلك، المريض مثلاً، الذي يقرأ الوصفة المرفقة، ويعلم الآثار الجانبية للدواء، والتداخلات وما إلى ذلك وعن المرض الذي يعالجه، يختلف كثيراً عن الشخص الذي يجهل كل تلك المعلومات، والسائح الذي يذهب إلى مكان بهدف الاستجمام، إذا كان قارئاً عن تاريخ وجغرافيا المكان، غير الذي يذهب إلى مكان لايعلم عنه شيئاً، بالتأكيد يحقق من المتعة والفائدة في زيارته تلك.
ولهذا فالذين يهتمون بالقراءة هم أكثر وعياً في بيئتهم ومحيطهم وبين أقرانهم، ولهذا يمكنهم التفكير بشكل أكثر عقلانية وحكمة في سلوكهم وسلوك الآخرين، وفي تعاملهم ومعاملاتهم، لأن القراءة لاتسمح باكتساب مجموعة كبيرة من المهارات والتجارب وحسب، بل من شأنها تطوير الشخصية وتجعل الإنسان أكبر من عمره.
وقراءة الكتب والمجلات وحتى الإلكترونية تشعر القارئ بالسعادة والراحة النفسية، وتجعل الإنسان منخرطاً في المجتمع ومندفعاً للمشاركة والتفاعل فيه، كما تجعله أكثر فهماً للواقع، لأن ذلك لايدفعه لقراءة المصطلح والكلمة فحسب، بل لقراءة الأشخاص والوجوه والطباع والخوض في غمار السلوك.

العدد 1137 – 21/3/2023

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية