لوحات فنية حية بأطفال داون احتفاء بيومها العالمي

الثورة:

ولد مصابًا بمتلازمة داون، ذلك الصبي الهادئ الذي عاش بجوار المصورة الألبانية سويلا زاني والذي ولد بالعام 1988، ومنذ مولده لم يكن يتحدث أبدًا، ونادرًا ما كان يخرج لأن أسرته كانت تخجل من رؤيته معهم في شوارع جيروكاستر، ألبانيا.
ففي ذلك الوقت كانت فترة حزينة ومختلفة في بلدي. الآن، نحن نعرف ذلك بشكل مختلف، نحن صرنا نتعامل مع الآخر المختلف بشكل مختلف، نحن صرنا نتفهم ذلك المختلف، فالأطفال الذين يعانون من متلازمة داون محبوبين ومخلصين، لقد اكتشفنا أننا بحاجة إلى قبولهم كما هم، ومساعدتهم ومنحهم الإمكانيات للنجاح في الحياة”.

فقد ظلت كثير من المجتمعات بشرق العالم وغربه تنكر حقوق الأشخاص المصابين بمتلازمة داون وتهمشهم ولا تعترف بوجودهم، قد يصل الأمر للشعور بالخزي والإهانة لوجودهم كأفراد بالعائلات مما قد يدفع البعض إما لإنكار وجود هذه الفئة أو حتى التخلص منها وهذه طريقة أكثر قسوة حيث كان ينظر إليهم على أنهم غير قادرين على فعل أي شيء في الحياة، حتى اتحد العالم ليعترف بوجود هذه الفئة وأهميتها بالمجتمع، ليتم الاحتفال بها سنويًّا يوم 21 اذار ويكون اليوم العالمي لمتلازمة داون، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول 2011م؛ وتهدف الاحتفالية كل عام بالتوعية بمتلازمة داون ودعم الأشخاص المصابين بها وعائلاتهم.
منذ ذلك الوقت بدأت الأنظار تتوجه لهذه الفئة وحقوقها، وبدأ الكثيرون يتفاعلون مع ذلك التوجه بهدف دعم هذه الفئة، واتساقًا مع هذا التوجه، وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون فكرت المصورة الألبانية سويلا زاني بفكرة مميزة استلهمتها من جارها الصغير الهادئ المصاب بمتلازمة داون، وأرادت أن تضئ حول الأطفال المصابون بمتلازمة داون، فقامت بالتقاط صور لأعمال فنية شهيرة لكبار الفنانين التشكيليين أمثال فيلاسكيز وفان جوخ، وقامت بتحويل هذه الصور لواقع في صور دافئة لإظهار أن هذه الصور يمكن تحويلها لـ “قطع فنية” حيه.
حيث صورت سويلا زاني، صغارًا يعانون من متلازمة داون لإظهار “هؤلاء الأطفال جميلون”، وقد ارتدى الأطفال ملابس تشبه تمامًا ملابس الشخصيات التي قام برسمها الفنانون التشكيليون العالميون بلوحاتهم الشهيرة من أجل إعادة إنشاء الأعمال الفنية الكلاسيكية  حيث تبدو زاني وكأنها بثت الروح في شخصيات اللوحات الشهيرة.
عملت الفتاة التي كانت تبلغ من العمر بذلك الوقت 35 عامًا مع مؤسسة متلازمة داون ألبانيا Down Syndrome Albania Foundation في المشروع، للمساهمة في جعل الناس أكثر وعيًا بهذه القضية الحساسة، وقامت بتصميم الأزياء بنفسها، بالتعاون مع مصمم الأزياء ليلو شيهو لكي تكون دقيقة قدر الإمكان، وتشبه تمامًا الأزياء باللوحات الشهيرة.
وتدعو سويلا الأطفال لاتخاذ نفس الوضع الفني للوقوف أو الجلوس أو حتى الرقص ثم تلتقط صورة تكون نسخة طبق الأصل من اللوحة الشهيرة ولكن بشخصية أحد أطفال متلازمة داون، حيث هدف المشروع الفني لتغيير تصورات الأشخاص الذين يعانون من الحالة الوراثية لمتلازمة داون وإظهار مدى خصوصية كل إنسان.
قد تبدو الأشكال والأزياء والمشاهد في هذه الصور مألوفة لك – هذا لأنها إعادة تمثيل للوحات شهيرة، حيث تُظهر الصور أطفالاً مصابين بمتلازمة داون يعيدون إنتاج الكلاسيكيات مثل The Ballerina وThe Son of Man، وقدمت بصورها لاس مينيناس لدييجو فيلاسكيز، وفي دور كلارا سيرينا، وروبنز لبيتر بول روبنز، وكريناردي ابن الإنسان لرينيه ماجريت، وكذلك صورت سويلا إيرما بدور راقصة الباليه لإدغار ديغا.

تؤكد سويلا “لقد استمتع الأطفال كثيرًا بهذه التجربة”، فالنتيجة التي حصلنا عليها كانت مبهرة وتخطف الأنفاس”، لافتة أن “هؤلاء الأطفال هم مثل الأطفال الآخرين. لقد تعلمت أن أراهم بطريقة جميلة”، هكذا قالت المصورة سويلا زاني
المدهش أن سويلا لم تتوقع أن هذا المشروع سيحظى باهتمام وإشادة في جميع أنحاء العالم، فمنذ افتتحت معرضًا لهذه الصور المدهشة في المتحف التاريخي الوطني في ألبانيان حيث يقوم أطفال متلازمة داون بتكرار أوضاعًا فنية من لوحات شهيرة، انهالت الرسائل على بريدها الإلكتروني ولم يتوقف هاتفها عن الرنين. تقول: “أشعر أنني محظوظة للغاية لأنني وجدت شغفي الآن، فإذا كان عملي قد لامس قلب الجمهور، فعندئذ تكون مهمتي قد أنجزت “.

آخر الأخبار
تنظيم عمل تجار سوق الهال في اللاذقية "الكريات البيضاء" باللاذقية تطلق مبادرة لتنظيف كلية الحقوق  حدة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين تتصاعد.. والعالم يتابع بقلق  "علم الجمال بين الفلسفة والأدب" في جامعة اللاذقية "الشيباني" يستعرض نتائج الزيارة إلى قطر: اتفاقات لتعزيز الاستثمار ودعم القطاعات الحيوية مرسوم رئاسي بتعيين أحمد نمير محمد فائز الصواف معاوناً لوزير الثقافة  بيان سوري قطري: التأكيد على تعزيز التعاون وتطويره احتياجات العمل الإعلامي في لقاء وزير الإعلام بإعلاميي درعا تراجع جودة الرغيف في فرن ضاحية الشام استبدال محولات لتحسين الكهرباء بريف طرطوس صياغة جيل زراعي وتنمية المراعي.. نحو بادية مستدامة قريباً.. السفارة السورية تفتح أبوابها في الكويت خط معفى من التقنين للمستشفى الوطني بحمص استلام محصول القمح في مركز العنابية بطرطوس تكريم عمال مخابز طرطوس تنظيف الحدائق والمقابر في مصياف هل تتوجه درعا لزراعة الصبار الأملس؟ بين الإنقاذ والانهيار.. الدواء السوري في مواجهة المصير معتوق لـ"الثورة": نحتاج الأمان الصناعي إرث " الخوذ البيضاء " باق والاندماج بداية جدية لعمل حكومي واسع  التأمين الزراعي.. مشلول ومستلب! الهيبة لـ"الثورة": التأمين يشمل الزراعة ومستقبل شركاته واعد