الثورة – تقرير أسماء الفريح:
أكَّد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن الغرب يريد زعزعة استقرار روسيا السياسي وتفتيتها إلى أجزاء لاتستطيع الدفاع عن نفسها، مشيراً إلى أن علاقات بلاده مع الغرب في أسوأ حالاتها في كل التاريخ.
وأوضح مدفيديف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية إن الغرب لايريد وجود دولة مثل روسيا بمساحتها الهائلة وترسانتها النووية القوية ولا تطيع الأميركيين وقال: “لذلك تبدو رغبة الغرب في غاية البساطة وهي زعزعة الوضع السياسي في بلادنا وتقسيمها إلى أجزاء كبيرة بما يكفي والتفاوض مع كل جزء من هذه الأجزاء ونزع السلاح النووي من كل جزء من هذه الأجزاء ونزع السلاح منه وعرض الحماية على هذه الأجزاء”.
وشدًّد مدفيديف على أن “الغرب يريد الهيمنة فقط على أساس أفكاره وتصوراته الخاصة” مبيناً أنه لا يريد أي شراكة متساوية مع روسيا كما أن الأمر نفسه ينطبق على موقف الغرب تجاه الصين.
وتابع بأن “ما يسمى بالعالم الأنغلوساكسوني يحاول مواصلة التحكم بالعالم عبر النظام القائم على القواعد الذي صمموه لأنفسهم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ولكن الغرب اصطدم لاحقاً برفض روسيا والصين لهذا النظام وهو أمر أثار امتعاضه كثيراً لذا فإن السنوات القادمة وحتى العقود لن تكون هادئة”.
وأكَّد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بأن التهديد بنشوب نزاع نووي في العالم لم يتم تجاوزه بل إنه آخذ بالازدياد.
وحول قرار المحكمة الجنائية الدولية بخصوص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال مدفيديف إنه “يخلق إمكانات سلبية هائلة” للعلاقات الروسية مع الغرب التي تعتبر سيئة جداً بحد ذاتها.
وأوضح أن علاقات روسيا مع الغرب كانت من دون هذا القرار في غاية السوء وربما هي في أسوأ حالاتها في كل التاريخ.
ورداً على كلام وزير العدل الألماني ماركو بوشمان بأن بلاده ستكون ملزمة بالامتثال لقرار الجنائية الدولية واعتقال الرئيس الروسي إذا وصل إلى أراضي ألمانيا قال مدفيديف “هل يفهم أن هذا سبباً للحرب؟ أن هذا إعلان حرب أم إن الوزير الألماني لم يتعلم في المدرسة بشكل جيد؟”.
وحول الخطة التي طرحتها الصين لتسوية الأزمة الأوكرانية، قال مدفيديف: “الصين قدمت خطة تسوية في أوكرانيا وقال رئيسنا بالأمس: “نعم، هناك الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام” فيها لكن لتنفيذ أي خطة يجب أن تكون هناك إرادة ويجب أن تُدرَس الخطة ليس عندنا فقط بل على الأقل في واشنطن وكييف، وهذا لم نراه الآن”.
وبيَّن مدفيديف أن أوكرانيا تعد جزءاً من الأراضي الروسية وأنه لأسباب جيوسياسية وتاريخية حصل هذا الانقسام مشيراً إلى أن الحدود الحالية وهمية فهذه الأراضي كانت دائماً جزءاً من الإمبراطورية الروسية وهذا أمر واضح ومفهوم باستثناء بعض المناطق التي تم ضمها نتيجة الحرب العالمية الثانية.