الثورة – منهل إبراهيم:
الصراعات الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية ليست بالجديدة، لكنها لأول مرة تطفو على السطح وبهذه القوة، وتصل الأمور إلى التصادم في الشارع الأمريكي، ما يدل على أن الانقسام يزداد حدة أكثر فأكثر.
الصراع السياسي بين الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض يعكس صراع المؤسسات الأمريكية الحاكمة ويبيّن قوة سلطات الكونغرس التي يمنحها الدستور “سلطة فرض الضرائب والرسوم والعوائد والمكوس وجبايتها لدفع الديون وتوفير سبل الدفاع المشترك، إضافةً إلى أنه السلطة المسؤولة عن استدانة الأموال وتنظيم التجارة بين الولايات ومع الدول الأجنبية وغيرها من المهام”، وعادة يكون الكونغرس بمجلسيه انعكاساً لإرادة الناخب الأمريكي في تقرير السياسات الكبرى للدولة الأمريكية.
إن وصول ترامب إلى سدّة الحكم في البيت الأبيض استند إلى وعود انتخابية طرحها ترامب وفريقه الانتخابي، لكن التنفيذ على الأرض هو الحكم والفيصل,
وسائل إعلام أمريكية، ذكرت أن مسؤولين قام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بتعيينهم في إدارته الجديدة تعرضوا لهجمات وتهديدات في مدن أمريكية مختلفة، مما يعكس أجواء مشحونة تسبق تنصيب الإدارة الجديدة.
وأوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في تصريحات أولية أنه تلقى بلاغات بشأن “مطاردات وتهديدات بالقنابل” استهدفت مسؤولين معينين في إدارة ترامب المقبلة.
وأكد المكتب أنه يعمل بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المحلية لتعقب تلك التهديدات ومواجهة أي مخاطر محتملة.
وفقاً لمحللين سياسيين، فإن الولايات المتحدة تشهد بوادر صراع داخلي قد يكون غير مسبوق، حيث يُتوقع أن تواجه إدارة ترامب الجديدة مواجهة حادة مع ما يُعرف بـ”الحكومة العميقة”. هذه الحكومة تُفهم على أنها تحالف غير معلن بين شركات عابرة للقارات ومراكز نفوذ متجذرة تتحكم في عملية صنع القرار داخل المؤسسات الأمريكية.
ويعتقد البعض أن ترامب يسعى لتقويض نفوذ هذه المجموعات الاقتصادية الكبرى التي استفادت لعقود من سيطرتها على القرارات السياسية والإدارية في الولايات المتحدة. ويرى مراقبون أن هذه المواجهة قد لا تقتصر على السياسة والاقتصاد فقط، بل قد تتطور إلى مستويات عنيفة، تصل إلى “التصفية الجسدية”، بسبب حجم المصالح المتضاربة التي يسعى ترامب لتغييرها.
في سياق متصل، أفادت تقارير أن ترامب كان قد تعرض لمحاولتي اغتيال خلال حملته الانتخابية الأخيرة، التي أفضت إلى فوزه الكاسح على منافسته الديمقراطية كاميلا هاريس في انتخابات نوفمبر. وعلى الرغم من خطورة المحاولتين، لم تقدم السلطات الأمريكية أي رواية مفصلة حول ملابساتهما، مما أثار جدلاً واسعاً وتساؤلات حول الأطراف التي قد تكون خلف هذه العمليات.
يُجمع المراقبون على أن معركة ترامب مع المؤسسات التقليدية والقوى المهيمنة في الولايات المتحدة لن تكون سهلة. ويشيرون إلى أن الرئيس المنتخب، المعروف بخطابه التصعيدي وسياساته المثيرة للجدل، يعتزم تنفيذ تغييرات جذرية قد تهدد مصالح قوى اقتصادية وسياسية نافذة، مما يجعل المواجهة القادمة أحد أكثر الملفات سخونة في السياسة الأمريكية.
ومع تصاعد التهديدات والهجمات، يترقب الأمريكيون والعالم ما ستؤول إليه الأحداث في الأيام القادمة، في ظل استمرار التوترات الداخلية التي تهدد بتغيير معادلات السلطة داخل الولايات المتحدة.
ناهيك أن سوء الوضع الاقتصادي زاد، وأصبح عبء على الشعب الأمريكي، ما أثار غضبه، خاصة مع عدم وجود حلول جذرية من قبل الحكومات المتعاقبة أو الرئاسات التي تتولى القيادة، ما وصل بالأمر إلى أن تطالب بعض الولايات بالانفصال أو أقله بالحكم الذاتي اقتصاديا على أقل تقدير.