الجلاء ومسار البناء.. في ثقافي السويداء

الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:

بدعوة من مديرية الثقافة في السويداء وبمناسبة عيد الجلاء، ألقى رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام بفرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالسويداء المهندس أنور الحسنية محاضرة بعنوان “الجلاء ومسار البناء”، مشيراً إلى أن الإنجازات الكبرى تولد بعدها مهام كبرى سواء للحفاظ عليها أو للبناء عليها، ويمكننا قراءة يوم الجلاء في ثلاثة أبعاد.. البعد الأول مشهد العالم بعد الحرب العالمية الثانية تصاعداً في نضال الشعوب من أجل الاستقلال الوطني، والبعد الثاني بروز شكل جديد للاستعمار، عبر وسائل سياسية وعسكرية واقتصادية /الأحلاف، بث الخلافات والحروب الأهلية/، والبعد العربي، حيث أثبتت الأحداث والتطورات منذ مطلع القرن العشرين ظاهرة وحدة المنطق الاستعماري ووحدة الفعل الاستعماري ضد الأمة العربية، وبروز وحدة النضال العربي ارتكازاً إلى قومية المعركة من جهة، وإلى اعتبارها معركة مركبة ضد قوى الاستعمار وضد أعوانه وأدواته بنفس الوقت.
ومن جهة ثانية، وفي البعد الوطني، المخزون الكبير للطاقات الروحية والمعنوية الذي يمتلكه الشعب المدافع عن أرضه، وهذا ما لا يملكه المستعمر، قوة الارتباط بالأرض، اتساع رد الفعل الوطني على جرائم وممارسات الاستعمار.

ونوه بأنه عندما نتحدث عن الجلاء، فإننا نتحدث عن نتيجة طبيعية منطقية، لتطور الوعي والفعل النضالي ضد ظاهرة الاستعمار، وهذا الوعي أثبته شعبنا دوماً في كفاحه ضد قوى الاستعمار، وما معركة ميسلون إلا دليل راسخ على الرفض المسبق للاستعمار الفرنسي حين دخل أرض الوطن عندما أصر على المواجهة، ليربط بهذه المواجهة بين حصيلة تراكم الوعي الوطني وبين نتائج هذا التراكم في مستقبل الوطن.
وأوضح أن الثورات الوطنية جاءت على امتداد مساحة الوطن، منها ثورة الساحل بقيادة المجاهد الشيخ صالح العلي، وثورة الشمال بقيادة المجاهد إبراهيم هنانو، ومعارك كثيرة في كل أرجاء الوطن، لتأتي بعدها الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش لتؤكد عمق وقوة هذه العوامل في الحالة الوطنية.
وقد حملت هذه الثورة عدة مضامين، المضمون الإنساني من خلال تأييدها لمبادئ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان في الحرية والمساواة والإخاء، المضمون القومي وهو امتداد للثورة العربية الكبرى ورفض التجزئة التي فرضها الاستعمار، المضمون الوطني وشعار الدين لله والوطن للجميع، ونتيجة لهذه الثورات وإصرار الشعب السوري على طرد المستعمر الفرنسي كان الجلاء العظيم عام 1946.
وختم الحسنية قائلاً: إن مسار البناء في سورية بعد الجلاء واجه تحدياً أساسياً وهو ضرورة الخلاص من أدوات الاستعمار وآثاره، لأن رحيل الاستعمار من الأرض لا يعني رحيله من العقول، وبالرغم من الإنجازات الكبيرة على مستوى مواجهة الأدوات- قوى الإقطاع والبرجوازية، لكن مواجهة الآثار وما غرسه في النفوس والعقول لم يكن بمستوى مواجهة القوى التابعة للاستعمار، حيث ارتبطت هذه المواجهة ببروز قوى على الساحة الوطنية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي، إنجاز الوحدة مع مصر، ومن ثم قيام ثورة الثامن من آذار، وصولاً إلى مرحلة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعد قيام التصحيح المجيد بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، ومن ثم انطلاق مسيرة التطوير والتحديث عام 2000 بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
إن هذا المسار بمقدار ما شهد من تحولات وتحقيق العديد من الخطوات في المجالات كافة، بمقدار ما واجه من تحديات داخلية وخارجية كالتخلف والتطرف والإرهاب والمشاريع الخارجية الهادفة إلى السيطرة والهيمنة وآخرها الحرب العدوانية الإرهابية على سورية.

آخر الأخبار
أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه