الثورة – تقرير أسماء الفريح:
شارك مئات آلاف الأشخاص في مظاهرات احتجاجية في أنحاء فرنسا في ذكرى عيد العمال العالمي رفضاً لنظام التقاعد الذي أقره الرئيس إيمانويل ماكرون دون تصويت برلماني رغم المعارضة الواسعة له من مختلف شرائح المجتمع وتخللتها صدامات عنيفة بين الشرطة ومحتجين.
كما شهد عدد من وسائل النقل إلى جانب قطاعي الطيران والسكك الحديدية إضرابات أربكت أو شلت حركتها وتم إلغاء ما بين 25 و33 بالمئة من الرحلات الجوية في عدد من أكبر المطارات الفرنسية.
ووفقاً لوكالة فرانس برس و”فرانس 24″ فإن النقابات العمالية قدرت عدد المتظاهرين في ستراسبورغ بخمسة عشر ألفاً وفي ليل ب15 ألفاً أيضاً وفي مرسيليا 130 ألف متظاهر وفي تولوز 100 ألف وفي كليرمون فيران وصل عدد المحتجين إلى 25 ألفاً فيما قدرت السلطات مشاركة ما بين 80 ألفاً و100 ألف متظاهر في العاصمة باريس حيث دارت صدامات بين الشرطة ومحتجين وفي مدن أخرى.
من جانبها, أعلنت الكونفدرالية العامة للشغل في بيان أن عدد المشاركين في الاحتجاجات في جميع أنحاء فرنسا بلغ نحو 3ر2 مليون شخص موضحة أن حجم المشاركة جعل الأول من أيار لهذا العام “الأعلى في تاريخ المظاهرات التي تنظم في البلاد خلال تلك المناسبة”.
وأشارت الكونفدرالية, وهي واحدة من النقابات التي دعت لتنظيم الاحتجاجات, إلى أن المظاهرات نظمت في “310 نقاط تجمع في كل أنحاء البلاد”.
ولفت الأمين العام لنقابة “القوى العاملة” فريديريك سويو إلى أن “عيد العمال جرى هذا العام في ظل وحدة نقابية وهذا أمر تاريخي وفق ما أوردت صحيفة “لو جورنال دو ديمانش”.
وتعد هذه الاحتجاجات هي التحركات الوطنية ال13 ضد نظام التقاعد المثير للجدل ولاسيما أن ماكرون قرر منتصف الشهر الماضي تمرير مشروعه الذي ينص خصوصاً على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً بموجب آلية دستورية بدون طرحه على التصويت في الجمعية الوطنية لعدم توافر أغلبية مؤيدة له.
وأظهرت استطلاعات حديثة للرأي أن الغضب لايزال حاضراً في الشارع الفرنسي تمثلت بتراجع كبير في شعبية ماكرون رغم تأكيد مكتب رئيسة الوزراء إليزابيث بورن عزمها دعوة النقابات العمالية “الأسبوع المقبل” لمناقشة خريطة طريق بهدف محاولة احتواء الاحتجاجات لكن مراقبين يتوقعون أن تثير مثل هذه الخطوة الانقسامات.
وفي السياق، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين في تصريحات متلفزة إن الشرطة “أوقفت 291 شخصاً جراء الاحتجاجات في عموم البلاد بينهم 90 في باريس وحدهها” رداً على ما وصفه ب”ممارسة المحتجين لأعمال عنف بينها حريق في أحد المباني المحيطة بساحة الأمة” في باريس.