استشهاد الأسير عدنان خضر بعد إضرابه عن الطعام 87 يوماً رفضاً لاعتقاله التعسفي من الاحتلال

الثورة – أسماء الفريح:

استشهد الأسير خضر عدنان صباح اليوم بعد معركة إضراب عن الطعام استمرت 87 يوماً بدأها رفضاً لاعتقاله في الخامس من شباط الماضي بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله في بلدة عرابة جنوب جنين بالضفة الغربية المحتلة.
ونقلت وكالة وفا عن نادي الأسير الفلسطيني قوله في بيان صحفي إن الأسير عدنان “44” عاماً “خاض حتّى اليوم 6 إضرابات حمل خلالها صوت الأسرى إلى كل أرجاء العالم وتمكن في كل مرة من نيل حريته حتى قرر الاحتلال في هذه المرة وبأدوات ممنهجة اغتياله عن سبق الإصرار”.
وأضاف أنه وعلى مدار إضرابه رفض الاحتلال السماح لعائلة عدنان أن تزوره رغم ما وصل إليه من مرحلة بالغة الخطورة باستثناء زوجته التي رأته عبر شاشة الفيديو “كونفرنس” فقط خلال محاكمته وآخر مرة كانت يوم الأحد الماضي كما رفض الاحتلال نقله إلى مستشفى.
ويعتبر الشهيد عدنان من أبرز الأسرى الذين واجهوا الاعتقال وهذا الإضراب هو السادس الذي ينفّذه على مدار سنوات اعتقاله ويعد الأطول حيث خاض إضراباً عام 2004 رفضاً لعزله واستمر لمدة “25” يوماً وفي عام 2012 خاض إضراباً ثانياً واستمر لمدة “66” يوماً وفي عام 2015 لمدة “56” يوماً وفي عام 2018 لمدة “58” يوماً وفي عام 2021 خاض إضراباً عن الطعام استمر لمدة “25” يوماً وفي كل مرة كان يتمكّن من نيل حريته ومواجهة اعتقالاته التعسفية المتكررة من قبل الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال الشهيد عدنان “12” مرة وأمضى نحو ثماني سنوات في معتقلات الاحتلال وبارتقائه يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 منذ عام 1967 منهم “75” نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد “القتل البطيء”.
كما أعلن نادي الأسير أن حالة من الاستنفار الشديد تسود معتقل “عوفر” بعد أن أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز تجاه الأسرى الذين نددوا بجريمة اغتيال الأسير عدنان ما أسفر عن إصابة عدد منهم بالاختناق.

هذا وأعلنت القوى الوطنية الفلسطينية الإضراب الشامل في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها مدينة القدس اليوم استنكاراً لجريمة اغتيال الأسير عدنان وحملت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها ولاسيما أن الشهيد عدنان هو أول أسير يرتقي خلال إضراب فردي.
ووفقاً لنادي الأسير فإن ستة أسرى استشهدوا في معتقلات الاحتلال بعد خوضهم إضراباً عن الطعام وهم عبد القادر أبو الفحم و راسم حلاوة وعلي الجعفري وأنيس دولة واسحق مراغة وحسين عبيدات.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن الاحتلال الإسرائيلي وسلطاته نفذوا جريمة اغتيال متعمدة بحق الأسير عدنان برفض طلب الإفراج عنه وإهماله طبياً وإبقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي  مطالباً المؤسسات الحقوقية الدولية بإدانتها وعدم السماح لمرتكبيها بالإفلات من العقاب.
بدورها, حملت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة إعدام الأسير عدنان مطالبة لجنة التحقيق الدولية التحقيق في ملابسات وتفاصيل هذه الجريمة، باعتبارها جزءاً مما يتعرض له الأسرى الأبطال من تنكيل واختطاف وقمع وسلب لحقوقهم وحريتهم مؤكدة أنها سترفع ملف هذه الجريمة للجنائية الدولية.
وشهدت بلدة عرابة  مسقط رأس الشهيد مظاهرة حاشدة وغاضبة ندد المشاركون فيها بالجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال بدم بارد بحق الشهيد عدنان مطالبين العالم أجمع بالتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة خاصة.