“غلوبال تايمز”: واشنطن تثير التوتر مع الصين وكندا

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
من أي منظور، فإن الضجيج من قبل بعض السياسيين ووسائل الإعلام الكندية حول ما يسمى بالتدخل الصيني في الشؤون الداخلية لكندا كان فاشلاً، فقد قامت وكالة المخابرات الكندية بتلفيق التقارير لتغذية هذه الاتهامات، ويعمل السياسيون ووسائل الإعلام في البلاد بجد لنشرها.
استمر الضجيج حول هذا الموضوع عدة أشهر، لكنه فشل في خلق العاصفة التي توقعوها في كندا، والسبب الرئيسي في ذلك هو أنهم لا يستطيعون تقديم أدلة مقنعة، ولا يتم خداع غالبية الجمهور الكندي بسهولة كما يعتقدون.
ومع ذلك، وسط هذا التلاعب المستمر بالرأي العام، بالغت الدبلوماسية الكندية في رد فعلها بطريقة سيئة، وكشفت مرة أخرى عدم نضجها، وافتقارها إلى الاستقلالية وعدم الاستقرار.
بدأ الأمر بتقرير عام 2021 من قبل جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي (CSIS)، والذي كشفت عنه بعض وسائل الإعلام الكندية مؤخراً، وزعم التقرير زوراً أن ضابطاً قنصلياً صينياً قام بترهيب مشرع كندي وعائلته، بالإضافة إلى الخطاب المعتاد حول تدخل الصين في الشؤون الداخلية لكندا.
لقد وجه مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية مراراً وتكراراً اتهامات لا أساس لها بشأن القضايا المتعلقة بالصين، وأصبح  يخدع نفسه في هذه العملية، ما قوض نزاهتها نتيجة لذلك.
علاوة على ذلك، من الواضح للجميع أن أولئك الذين يروجون لـ “التدخل الصيني” بالكاد يخفون نياتهم السياسية، وبالنظر إلى كل هذه العوامل، يجب أن تكون الحكومة الكندية واضحة تماماً بشأن ما يدور حوله هذا التقرير.
رغم كل هذا، استدعت الخارجية الكندية السفير الصيني بناء على مزاعم كاذبة، وأثارت ضجة حول ذلك، بل وقالت إنها تدرس طرد الدبلوماسيين الصينيين المعنيين، وتم الإبلاغ عن هذه الخطوة على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام الغربية، وقد تم ذلك مع السياسيين المناهضين للصين وواشنطن لإكمال الهجوم لتشويه سمعة الصين، ما خلق خلافاً دبلوماسياً مصطنعاً لم يكن ينبغي أن يحدث وله تأثير سلبي.
عندما يتعلق الأمر بـ “التدخل الأجنبي”، فإن كندا تواجهه كثيراً، لأن واشنطن هي التي تتدخل في الشؤون الداخلية لأوتاوا أكثر من غيرها، لكن هذه الدول الغربية لاتملك الشجاعة ولا القدرة على تصحيح الانحرافات والأخطاء في سياستها تجاه الصين.
إنهم أكثر خوفاً من مقاومة الضغط الأمريكي، وغالباً ما يتبنون موقف التواطؤ وقد أدى ذلك إلى توجيه خاطئ للدبلوماسية الأمريكية والغربية تجاه الصين، وتعد كندا مثالاً نموذجياً عليها.
إن اختيار “التدخل الصيني في الشؤون الداخلية الكندية” كنقطة إثارة ليس من قبيل الصدفة، فهذا ما سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون منذ فترة طويلة إلى استغلاله عندما نشروا نظرية “التهديد الصيني”.
ومع ذلك، فإن أي شخص لديه فهم أساسي للصين يعرف أن هذا محض هراء، فالصين هي ضحية للتدخل الغربي في شؤونها الداخلية، وهي المدافع الأكثر صرامة عن مبدأ عدم التدخل، ولم يكن للصين أي مصلحة في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وسجلها التاريخي في هذا الصدد أنظف بكثير حتى من سجل كندا، ناهيك عن السجل الفاضح للولايات المتحدة.
لفترة طويلة نسبياً، حافظت الصين وكندا على علاقات ثنائية جيدة، حيث يكمل الجانبان بعضهما البعض في العديد من المجالات  وأجريا العديد من التبادلات الوثيقة، والتي كانت القاعدة المتوقعة للعلاقة الثنائية، ولكن لسوء الحظ، اتخذت كندا قرارات خاطئة تحت ضغط من الولايات المتحدة، ما دفعها بعيداً عن أن تصبح قوة معروفة بالوساطة والمصالحة.
وقال بيان صادر عن السفارة الصينية في كندا، “إذا استمر الجانب الكندي في الاستفزازات، فإن الصين سترد حتى النهاية”، إنه لأمر محزن حقاً أن الدبلوماسية الكندية تجاه الصين قد تعرضت  للضغط بسهولة من قبل عدد قليل من السياسيين المناهضين للصين الذين يستخدمون تقارير كاذبة للتلاعب بوسائل الإعلام.
ولكن نأمل لتاريخ العلاقات ذات المنفعة المتبادلة والمربحة للجانبين الصيني والكندي في العقود القليلة الماضية، أن يمكّن كندا من العودة إلى الموقف الهادئ والعقلاني تجاه الصين في أقرب وقت ممكن.

المصدر – غلوبال تايمز

آخر الأخبار
حرائق اللاذقية الأكبر على مستوى سوريا... والرياح تزيد من صعوبة المواجهة تحذير من خطر الحيوانات البرية الهاربة من النيران في ريف اللاذقية مدير المنطقة الشمالية باللاذقية: الحرائق أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار عودة جهاز الطبقي المحوري إلى الخدمة بمستشفى حمص الوطني الشيباني يبحث مع وفد أوروبي تداعيات الحرائق في سوريا وقضايا أخرى تعزيز دور  الإشراف الهندسي في المدينة الصناعية بحسياء وحدة الأوفياء.. مشهد تلاحم السوريين في وجه النار والضرر وزير الصحة يتفقد المشفى  الوطني بطرطوس : بوصلتنا  صحة المواطن  الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بريف دمشق  تعقد أولى اجتماعاتها  لأول مرة باخرة حاويات كبيرة تؤم مرفأ طرطوس  فروغ المحال التجارية والبحث عن العدالة.. متى ظهرت مشكلة الإيجار القديم أو الفروغ في سوريا؟ وزارة الإعلام تنفي أي لقاءات بين الشرع ومسؤولين إسرائيليين معرض الأشغال اليدوية يفرد فنونه التراثية في صالة الرواق بالسلميّة تأهيل شبكات التوتر المتوسط في ريف القنيطرة الشمالي مُهَدّدة بالإغلاق.. أكثر من 3000 ورشة ومئات معامل صناعة الأحذية في حلب 1000 سلة غذائية من مركز الملك سلمان للإغاثة لمتضرري الحرائق بمشاركة 143 شركة و14 دولة.. معرض عالم الجمال غداً على أرض مدينة المعارض مناهج دراسية جديدة للعام الدراسي القادم منظمة "بلا حدود" تبحث احتياجات صحة درعا "18 آذار" بدرعا تدعم فرق الدفاع المدني الذين يكافحون الحرائق