تنطبق قصة المثل القائل “ما هكذا تورد الإبل” على مديرية التربية في حمص بدوائرها المختلفة وإدارات المدارس التابعة لها، فالمثل المذكور يشير إلى من لا يؤدي مهمته بدقة وإتقان، ومديرية تربية حمص استيقظت مؤخراً ولاحظت أن الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثانية وطلاب الثانويات “الصفوف الانتقالية” عطلوا منذ أكثر من شهر وبعلم إدارات المدارس وتشجيع مستتر من المدرسين والمدرسات، فعقدوا اجتماعاتهم وتدارسوا الأمور فيما بينهم وقرروا إلزام الطلاب بالدوام لإجراء الامتحانات الشفهية، في حين أن جميع المدارس أنجزت المحصلات النهائية وبانتظار علامة الامتحان الفصلي الثاني.
طبعاً، هذا الوضع جعل الأهالي يلجؤون إلى تعويض أبنائهم في تلك الصفوف تقصير المدارس من خلال الدروس الخاصة وتحمل أعبائها المادية الكبيرة، والتي أصبحت هاجساً آخر يضاف إلى هواجس المواطن الكثيرة في ظل الظروف الحالية الصعبة، فما كان من بعض الثانويات إلا جمع من أتى من الطلاب في شعبة واحدة وتصويرهم ونشر الصور على صفحات المدارس في الفيسبوك فهي – برأيهم – دليل قاطع على الالتزام، والطلاب مع أهاليهم الجهة المخالفة، وحتى لا نتهم بالتجني فقد طلبوا من الطلاب وبصراحة مباشرة عدم المجيء في اليوم التالي.
في الحقيقة عندما نتكلم عن الخلل الموجود في العملية التربوية علينا أن نبتعد عن التعميم، فما زال هناك مدرسون يؤدون واجبهم على أكمل وجه، وكذلك هناك مدارس ملتزمة، لكن للأسف فإن الصالح ذهب مع الطالح، ولا نستطيع أن نقول عن تصرف مديرية تربية حمص الأخير إلا : ما هكذا تورد الإبل يا مديرية التربية.