يبدو أن نقابة المهندسين قررت دخول التاريخ عبر إنجازٍ يستحق التصفيق، فبعد أن أصدرتْ قراراً برفع رسوم تراخيص البناء
بطريقة ترهق المواطن، قامت بتأجيل تنفيذ قرارها شهراً واحداً.
وكأن المواطن الذي يكافح لترميم بيته أو إعادة إعماره، يحتاج فقط إلى رفع الرسوم، ومن ثمّ إلى تأجيلها ثلاثين يوماً قبل أن يُطلب منه دفع المزيد.
في حديثه لصحيفة الثورة، قبل بضعة أيام، قدّم أمين سر النقابة، المهندس رصين عصمت، تفسيراً بطولياً للقرار، مؤكداً أنه يوازن بين مصلحة المواطنين ومصلحة المهندسين!!.
لا أعتقد أن أحداً في الكون – باستثناء عصمت – يعرف أين تكمن مصلحة المواطن في قرار رفع الرسوم!
ولا أعتقد أيضاً أن أحداً في العالم يمكن أن يعلم أين تكمن مصلحة الوطن في رفع رسوم رخص البناء في وطن شبه مدمَّرٍ ومُقبِلٍ على إعادة الإعمار.
ولا أعلم إن كان السيد عصمت يعلم أن معادلة المصالح بسيطة ( لامصلحة للوطن ضد مصلحة المواطن).
وبما أن النقابة تعتبر التأجيل بطولة، ويحقق فائدة للوطن والمواطن، فربما يجب على المواطنين أن يقيموا عرضاً احتفالياً في إحدى الساحات العامة، تُقام فيه حلقات الدبكة وتُنشَد فيه الأناشيد تعبيراً عن فرحتهم بقرار النقابة رفع الرسوم ثم تأجيل تنفيذها شهراً!!
نعم يجب أن يعبّروا عن فرحتهم بهذا “النعيم” قبل أن تبدأ جبايات النقابة الكبرى.
هنيئاً لنا بهذا الكرم الرصين!