تُمثِّل زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض لحظة فارقة في المسار السياسي لسوريا، تنتقل بها من دائرة العزلة إلى فضاء الشراكة الدولية.
فاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس أحمد الشرع ليس مجرد بروتوكول دبلوماسي تقليدي، بل هو إشارة واضحة على تحوّل جذري في الموقف الأميركي تجاه سوريا، هذه الزيارة تؤشّر إلى نجاح الدبلوماسية السورية في تحويل سوريا من “دولة منبوذة” إلى شريك إقليمي فاعل، قادر على بناء تحالفات استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة، بعيداً عن منطق المحاور والإملاءات، إنها تتويج لمسار دبلوماسي فاعل ومؤثر، تجاوز مرحلة العزلة الدولية التي فرضها النظام المخلوع.
الرسالة الأهم أن سوريا الجديدة تتحرك بعقلية استراتيجية مستقلة، توازن بحكمة بين حماية مصالحها الوطنية والانفتاح على شراكات دولية بناءة، هذا التحوّل لا يعيد تعريف موقع سوريا الإقليمي فحسب، بل يعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة.