الثورة – هناء ديب:
أكد الرئيس أحمد الشرع خلال لقائه أبناء الجالية السورية في واشنطن، أن محافظتي اللاذقية وطرطوس تمثلان اليوم إحدى أهم البيئات المؤهلة لاقتصاد قوي ومتوازن، بعد حلب مباشرة، نظراً لما تمتلكانه من مقومات طبيعية وبشرية واستثمارية كبيرة. وأوضح الشرع أن الخطط الحكومية الجديدة تركز على توجيه الاستثمارات نحو المناطق التنموية في الساحل، بما يتوافق مع طبيعة كل منطقة وخصوصيتها الاقتصادية، مشيراً إلى أن اللاذقية تمتلك مزايا زراعية وصناعية وسياحية، فضلاً عن موقعها الحيوي كمركز ترانزيت بفضل موانئها على البحر المتوسط.
وأضاف أن أبناء الساحل لم يتمكنوا في العقود السابقة من الاستفادة من إمكانات منطقتهم بسبب السياسات التي كانت تعيق التنمية المحلية، مؤكداً أن التوجهات الحالية تهدف إلى خلق فرص عمل واسعة وتحفيز الاستثمارات بشكل متوازن في مختلف المحافظات، مع التزام المستثمرين بإقامة مشاريع مستدامة تستند إلى دراسات جدوى واضحة.

الخبير الاقتصادي والمالي الدكتورعلي محمد لفت في تصريح لصحيفة الثورة إلى أن الساحل السوري يتمتع بعوامل جذب استثنائية تجعله من أبرز المناطق المرشحة للاستثمار في المرحلة المقبلة، بدءاً من موقعه الجغرافي وإطلالته السياحية المميزة، وصولاً إلى موارده الزراعية وتوفر الطاقة واستقرار بنيته التحتية التي تقل تكلفة إعادة تأهيلها مقارنة بمحافظات أخرى كحلب وريف دمشق.
وبيّن أن وجود ميناءين في اللاذقية وطرطوس يشكل ركيزة أساسية في عملية التصدير والاستيراد، ويمنح سورية منفذاً بحرياً استراتيجياً لاستقطاب المواد اللازمة لإعادة الإعمار وتصدير المنتجات الزراعية والصناعية.
كما أشار إلى أن الساحل السوري يمتلك فرصاً واعدة في مجالات التصنيع الغذائي اعتماداً على منتجاته الزراعية من الحمضيات والزيتون، ما يتيح إنشاء مصانع تعبئة وتغليف للزيوت والعصائر تسهم في خفض تكاليف الشحن والتصدير بفضل قربها من الموانئ.
وأضاف أن الطبيعة الساحرة للمنطقة تمنحها موقعاً سياحياً منافساً على مستوى الشرق الأوسط، قادراً على جذب الاستثمارات في مجالات الفنادق والمنتجعات، إلى جانب إمكانات استكشاف احتياطات الغاز والطاقة المتجددة مستقبلاً.
واختتم الخبير حديثه بالتأكيد على أن كل المؤشرات تدعم جدوى الاستثمار في الساحل السوري، سواء في القطاعات السياحية أو العقارية أو الزراعية أو الطاقية، مع توقعات بعائدات سنوية قد تصل إلى 30 بالمئة في بعض المجالات، ما يجعل المنطقة محوراً واعداً في مسار التنمية الاقتصادية المقبلة في سوريا.